إليّ من ولدي ، وأخاف أن يؤذيكم فيقتله بعض غلمانك.
فقال له : أقم ، وأنا ضامن لكلبك ؛ فقال أسماء لغلمانه : إن رأيتم كلبه يلغ في قصاعي ـ وقد وري (١) ـ فلا يهجه أحد منكم.
فأقاموا على ذلك ، ثم ارتحل أسماء ونزل الرّوضة رجل من بني أسد ، فجاء الكلب لعادته فنحّى له الأسدي بسهم فقتله ؛ فقدم العبسيّ على أسماء ، فقال له : ما فعل الكلب؟ قال : أنت فقتلته ، قال : وكيف؟ قال : عوّدته عادة ذهب يرومها من غيرك فقتل ، فأمر له بمائة ناقة ودية (٢) الكلب ؛ قال : هل قلت في هذا شعرا قال : نعم فأنشده :
عوى بعد ما شال السّماك بزورة |
|
وطاب عهدا بعده قد تنكّرا |
وشبّت له نار من الليل شبّهت |
|
له نار أسماء بن حصن (٣) فكبّرا |
فلاقى أبا حيّان عارض قومه |
|
على النّار لما جاءها متنوّرا |
فما رامها حتى اكتسى من روائه |
|
رداء كلون الأرجواني أحمرا |
فقال يلوم النفس : ما خفت ما أرى |
|
وورد المنايا مدرك من تأخّرا |
أخبرنا أبو القاسم الشّحامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمد شبانة الهمذاني بها ، نا أبو حاتم أحمد بن عبد الله البستي ، نا إسحاق بن إبراهيم البستي ، نا قتيبة (٤) ، نا عبد الله بن بكر السّهمي ، نا أبو بشر : أن أسماء بن خارجة الفزاري لما أراد أن يهدي ابنته إلى زوجها (٥) قال لها : يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا ، ولا تدني منه فيملّك ، ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه ، وكوني كما قلت لأمّك (٦) :
خذي العفو منّي تستديمي مودّتي |
|
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب |
فإنّي رأيت الحبّ في الصّدر والأذى |
|
إذا اجتمعا لم يلبث الحبّ يذهب |
كذا قال أبو بشر فإنما هو أبو نصر بشر.
__________________
(١) بالأصل : «وقد رؤى» والمثبت عن الوافي.
(٢) كذا ، وفي الوافي : بمائة ناقة دية الكلب.
(٣) اللفظة غير واضحة بالأصل والمثبت عن المختصر.
(٤) بالأصل : قبيبة والصواب عن م.
(٥) هو الحجاج بن يوسف الثقفي ، كما يستفاد من عبارة الأغاني ٢٠ / ٣٦٣.
(٦) البيتان في الأغاني ٢٠ / ٣٧٠ والوافي ٩ / ٦١.