فو الله ما يسرّنا بها أنّ لنا به مثل ما نملك ، وقول الحارث بن ظالم :
فما قومي بثعلبة بن سعد |
|
ولا بفزارة الشّعر الرّقابا |
والله إني لألبس العمامة الصفيقة فيخيّل إليّ شعر قفاي قد خرج منها.
أنبأنا أبو محمد بن المبارك بن أحمد بن بركة المقدّمي ، أنا عاصم بن الحسن العاصمي ، عن أبي الحسين بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو جعفر المدني عن شيخ من قريش قال : قال أسماء بن خارجة :
إذا طارقات الهمّ أسهرن الفتى |
|
وأعمل في الفكر (١) والليل زاخر |
وباكرني إذ لم يكن ملجأ له |
|
سواي ولا من نكبة الدّهر ناصر |
فرجت لي همّه في مكانه |
|
فزاوله الهمّ الدّخيل المخامر |
وكان له منّ عليّ بظنّه |
|
بي الخير أنيّ للذي ظنّ شاكر |
أنبأنا أبو علي الحداد ، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن رجاء بن سليم ح ، ثم حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، أنا حمد بن الفضل الخوّاص ، قالوا : أنا أحمد بن الفضل ، حدّثني عبد الله بن عمر ـ هو ابن الهيثم ـ نا أحمد بن عبد الله بن العباس ، نا خلف بن يحيى ، نا إبراهيم بن مهدي ، أنشدني الرّياشي قال : قال أسماء بن خارجة لامرأته : اخضبي لحيتي ، فقالت : إلى كم نرفع منك ما قد خلق منك؟ وأنشأ يقول (٢) :
عيّرتني خلقا أبليت (٣) جدّته |
|
وهل رأيت جديدا لم يعد خلقا |
كما لبست جديدي فالبسي خلقي |
|
فلا جديد لمن لا يلبس الخلقا |
ومما وجدت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر الدّمشقي من بارع شعر أسماء بن خارجة :
قل للّذي لست أدري من تلوّنه |
|
أناصح أم على غشّ يداجيني |
إني لأكثر ممّا [سمتني](٤) عجبا |
|
يد تشنّج وأخرى منك تأسوني |
__________________
(١) مختصر ابن منظور ٤ / ٣٨٣ التفكير.
(٢) البيتان في الوافي ٩ / ٦١ والفوات ١ / ١٦٨.
(٣) الوافي : أبديت.
(٤) الزيادة لازمة للوزن عن مختصر ابن منظور ٤ / ٣٨٤.