حكى عنه محمد بن المهاجر.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا علي بن محمد الطبراني ، أنا عبد الجبار بن محمد الخولاني (١) ، أنا أحمد الخولاني ، نا أحمد بن سليمان ، نا يزيد بن محمد ، نا أبو الجماهر قال : كنت بالباب والأبواب وعليها الأسود بن بلال المحاربي فأصاب الناس فزع من عدوّ ، فصعد المنبر ، فخطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)(٢) قال : فصعق فخرّ عن المنبر.
قال أبو القاسم : قال لي ابن أبي الحواري : أحبّ أن تجيء معي إلى أبي الجماهر حتى أسمع منه هذا الحديث ؛ قال : فجئت معه حتى يسمعه منه عند باب السّاعات (٣).
قال أبو علي : والأسود بن بلال من ساكني داريّا ذكره عبد الرّحمن بن إبراهيم في الطبقة الخامسة من التابعين. كذا قال ، أبو الجماهر لم يدرك الأسود ، وإنما يروي هذه الحكاية عن محمد بن المهاجر عنه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسن بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد السّكّري ، نا أحمد بن يوسف بن خالد الثّعلبي ، نا أحمد بن أبي الحواري [نا](٤) أبو الجماهر ، نا محمد بن المهاجر ، قال : كنا مع أبي الأسود المحاربي بالباب والأبواب فأصاب الناس ظلمة أو غيره ، فصعد الأسود المنبر يعظهم قال : فتلا هذه الآية : (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ) قال : فأغمي عليه ، فسقط من فوق المنبر إلى أسفل كذا قال [والصواب](٥) أبو الجماهر قال : كنا مع الأسود.
أنبأنا أبو القاسم بن إبراهيم وغيره قالوا : نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر ، نا ابن عائذ (٦) ، نا
__________________
(١) تاريخ داريا ص ١٠٢.
(٢) سورة يوسف ، الآية : ١٠٧.
(٣) هو الباب الشرقي من جامع بني أمية بدمشق ، ويسمى اليوم بباب النوفرة.
(٤) زيادة لازمة.
(٥) كلمة غير غيراضحة في المخطوط ، والمثبت بين معكوفتين عن م.
(٦) بالأصل «عائد» بالدال المهملة.