الوليد قال : عزل هشام بن عبد الملك ابن أبي مريم عن غازية البحر وولى الأسود بن بلال المحاربي (١).
حدّثنا الوليد ، نا غير واحد أن سبب (٢) ولاية هشام بن عبد الملك الأسود بن بلال غازية البحر أن والي دمشق ولّى الأسود بن بلال ولاية مدينة بيروت من ساحل دمشق ـ لمكان أم الأسود عند سليمان بن حبيب القاضي ، فأغارت الروم على سفن من التجار مرسية بنهر بيروت ، فذهبت بها ومرّت بها على باب ميناء بيروت ، وأهلها ممسوكون بأيديهم هيبة لهم ، فصاح الأسود بهم ، وركب قوارب فيها لنسيه (٣) وقد أفتق بطلبهم حتى استنقذ تلك المراكب ، وقتل منهم ، وكتب إلى هشام [فكتب هشام](٤) إلى الأسود بولايته على البحر ، فلم يزل يحمد حزمه وعزمه وصنع الله له حتى توفي هشام ، فأقره الوليد بن يزيد حتى قتل ، وولي يزيد بن الوليد فعزله وولّاه الأردن وولّى غازية البحر المغيرة بن عمير.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطّبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : قال ابن بكير قال الليث : وفيها ـ يعني سنة عشرين ـ غزا الأسود بن بلال على الجماعة ، وفي سنة إحدى وعشرين غزا حفص بن الوليد البحر وكان بالسّاحل حتى قفل منه ، والأسود بن بلال على الجماعة فلم يخرجوا ، وفي سنة اثنتين (٥) وعشرين ومائة غزا حفص بن الوليد البحر على أهل مصر ، وعلى الجماعة أسود بن بلال فضلّوا من إسكندرية فأصابوا إقريطية (٦) فبلغوا الجمع فهزمهم الله ، ووطنوا إقريطية (٧) وأصابوا منها رقيقا ، وفيها ـ يعني سنة خمس وعشرين ومائة ـ غزا الأسود بن بلال البحر وعلى أهل مصر عيّاش بن عقبة ، غزوا إلى قبرس (٨) فأجلوها إلى الشام.
__________________
(١) وردت الفقرة مضطربة بالأصل ، ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) العبارة مضطربة بالأصل ، والمثبت عن م وانظر عبارة مختصر ابن منظور ٤ / ٣٨٧.
(٣) كذا بالأصل وفي م : نشبه.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت الزيادة عن م.
(٥) بالأصل «اثنين».
(٦) في مختصر ابن منظور : إقريطش ، وهي جزيرة كريت.
(٧) في مختصر ابن منظور : إقريطش ، وهي جزيرة كريت.
(٨) جزيرة في بحر الروم.