وقال أبو مفزّر التميمي أيضا (١) :
ألم تعلمي والعلم شاف وكافي |
|
وليس الذي يهدي كآخر لا يهدي |
|
||
بأنّا على اليرموك غير أشابة |
|
عراة هرقل في كتائبه يردي |
وأن بني عمرو مطاعين في الوغى |
|
مطاعيم في اللأواء أنصبة الجهد |
وكم فيهم من سيّد ذي توسّع |
|
وحمّال أعباء وذي نائل قهد |
ومن ماجد لا يدرك النّاس فضله |
|
إذا عدّت الأحساب كالجبل الشّدّ |
وقال أيضا (٢) :
وكم أغرنا غارة بعد غارة |
|
ويوما ويوما قد كشفنا أهاوله |
ولو لا رجال كان حشو غنيمة |
|
له أما قط رجت عليهم أوائله |
كفيناهم اليرموك لمّا تضايقت |
|
بمن حلّ باليرموك منه حمائله |
فلا تعد من منّا هرقل كتائبا |
|
إذا رامها رام الذي لا يحاوله |
وقال أبو مفزّر (٣) ـ يعني في بهر سير (٤) ـ :
زعمتم أنّنا لكم قطين |
|
وقول العجز (٥) يخلطه الفجور |
كذبتم ليس ذلكم كذاكم |
|
ولكنّا رحى بكم تدور |
ولو رامت جموعكم بلادي |
|
إذا كرّت رحانا تستدير |
فللنا حدكم بلوى قديس |
|
ولم يسلم هنالك بهر سير |
فتحت البهرسير بإذن ربّي |
|
وأعدتني على ذاك الأمور |
وقد عضّوا الشفاه ليهلكونا |
|
ودون القوم مهواة جرور |
فطاروا قضّة ولهم زفير |
|
إلى دار وليس بها نصير |
[وقال أبو مفزّر أيضا :](٦)
تولّى بنو كسرى وغاب نصيرهم |
|
على بهر سيرا واستهدّ نصيرها |
__________________
(١ و ٢) الأبيات ليست في : «شعراء إسلاميون».
(٣) الأبيات في شعره (شعراء إسلاميون ص ١٢٠) وفي غزوات ابن حبيش ٢ / ٢٥١.
(٤) بهر سير : من نواحي بغداد قرب المدائن (معجم البلدان) ، وفي غزوات ابن حبيش بهر شير.
(٥) شعراء إسلاميون : «الفخر» ، ابن حبيش : الفجر.
(٦) الأبيات الأول والثاني الثالث في معجم البلدان «بهر سير» ونسبها إلى «أبي مقرّن» كذا. وما بين معكوفتين زيادة لازمة.