غداة تولّت عن ملوك بنصرها |
|
كذا غمرات لا يبلّ بصيرها |
مضى يزدجرد ابن الأكاسر سادما |
|
وأدبر عنه بالمدائن خيرها |
فيا بوحة بالأخشبين (١) لأهلها |
|
ويثرب إذا جاء الأمير بشيرها |
ويا قرحة ما تبرحنّ عدوّنا |
|
إذا جاءهم ما قد أسرّ خبيرها |
فأبلغ أبا حفص ـ هديت ـ وقل له |
|
فأبشر بنصر الله ، أنت أميرها |
[وقال أبو مفزّر أيضا :](٢)
أبلغ أبا حفص بأني محافظ |
|
على الحرب والأيام فيها فتوقها |
أحطت بطورات الكتيبة إنّها |
|
أعدّت لفخر يوم ساحت عروقها |
حططت عليك القوم من رأس شاهق |
|
وقد كان أعيا قبل ذلك نيقها |
وحيث دفعنا بهر سير بمنطق |
|
من القول لم يعبأ بضاعت حقوقها |
وقلّدت كسرى خيل موت فلم تزل |
|
مرازبه عنه وفيها عقوقها |
حللت نظام القوم لمّا تحمسوا |
|
قطعت نفوس القوم واعتاط ريقها |
وأعجبني منهم هنالك أنهم |
|
على فتن منها وقد ضاق ضيقها |
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني : وأما مفزر : أبو مفزّر الأسود بن قطّبة ، شهد الفتوح ، فتح القادسية فما بعدها ، له أشعار كثيرة ، وهو رسول سعد بن أبي وقاص في سبي جلولاء (٣) إلى عمر بن الخطاب ، وهو شاعر المسلمين في تلك الأيام ، قال ذلك يوسف بن عمر في الفتوح ، وقال أيضا عن عمرو بن محمد قال : أقطع عمر أبا مفزّر دار الفيل (٤) ، وقال أيضا : قال أبو مفزّر بعد فتح الحيرة (٥) :
ألا أبلغا عنّا الخليفة أننا |
|
غلبنا على نصف السّواد الأكاسرا (٦) |
__________________
(١) الأخشبان : جبلان يضافان تارة إلى مكة وتارة إلى منى ، وهما واحد (معجم البلدان).
(٢) زيادة لازمة.
(٣) جلولاء : طسوج من طاسيج السواد في طريق خراسان ، بينها وبين خانقين سبعة فراسخ (معجم البلدان).
(٤) كذا ، ولم أجدها.
(٥) الحيرة : مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة (معجم البلدان).
(٦) البيت في شعره (شعراء إسلاميون ص ١٢١) وغزوات ابن حبيش ٢ / ٤٦ من ثلاثة أبيات. وبعدها في ابن حبيش قطعة من أربعة أبيات قالها بعد فتح الحيرة أولها :
ألا أبلغا عني العريب رسالة |
|
فقد قسمت فينا فيوء الأعاجم |