عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (١) ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، قال : سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك ، عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار تخلّى برسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال : «إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» [٢٢٩١].
أخرجه البخاري ومسلم عن محمد [بن](٢) بشّار ، عن محمد بن جعفر.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد محمد بن الرّحمن ، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد.
ح وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ـ وأنا حاضرة ـ أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو علي ، نا وحموية ، نا يحيى بن أبي زائدة ، نا محمد بن إسحاق ، عن حفص ، عن عبد الرّحمن ، عن محمود بن لبيد ، عن ابن شفيع ـ وكان طبيبا ـ قال : دعاني أسيد بن حضير فقطعت له عرق النّسا ، فحدّثني بحديثين.
قال : أتاني أهل بيتين من قومي من أهل بيت من بني ظفر وأهل بيت من بني معاوية فقالوا : كلم رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقسم لنا أو يعطينا أو نحوا من هذا فكلّمته فقال : «نعم أقاسم لأهل كلّ بيت منهم شطرا ، فإن عاد الله علينا عدنا عليهم». قال : فقلت جزاك الله خيرا يا رسول الله ، قال : «وأنتم فجزاكم الله خيرا ، فإنكم» ـ وقال ابن المقرئ : فإني ـ «ما علمتكم أعفّة صبر» [٢٢٩٢].
قال : وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنكم ستلقون أثرة بعدي» [٢٢٩٣] فلمّا كان عمر بن الخطاب قسم حللا بين الناس فبعث إليّ منها بحلّة فاستصغرتها فأعطيتها ابني ، وقال ابن حمدان : أنه فبينا أنا أصلّي إذ مرّ بي شاب من قريش عليه حلّة من تلك الحلل يجرّها ، فذكرت قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنكم ستلقون» ـ وقال ابن المقرئ : تلقون ـ أثرة بعدي» فقلت : صدق الله ورسوله ، فانطلق رجل إلى عمر فأخبره فجاء وأنا أصلّي فقال : صلّ يا أسيد ، فلما قضيت صلاتي قال : كيف قلت؟ فأخبرته ، فقال : تلك حلّة بعثت بها إلى فلان
__________________
(١) مسند أحمد ٤ / ٣٥٢.
(٢) سقطت من الأصل والزيادة عن م. صحيح مسلم : كتاب الإمارة (٣٣) باب (١١) ح ١٨٤٥ (ج ٣ / ١٤٧٤).