ودباسيّ (١) ، ونحوها ، لأنها ثبتت في آحادها ، وصيغت هذه الجموع على اعتبار تلك الياءات في الآحاد ، وليس ذلك ، أي اعتداد الياء في المفرد وصوغ الجمع عليه ، مطردا ، ألا ترى أنك لا تقول في جمع عجميّ : عجاميّ ، وان كان ياؤه للوحدة كما في بختيّ.
وقيل : ان «ثمانيا» مثل «يمان» : الألف والياء للنسب إلى الثّمن الذي هو جزء الثمانية.
وفيه نظر ؛ إذ لا معنى للنسب في «ثمان» فانه بالإضافة إلى «ثمن» كالأربع إلى الربع ، والخمس إلى الخمس ، ولا معنى لنسب هذين العددين إلى جزأيهما ، وتقدير النسب في الرّباعيّ أنسب ، فيكون منسوبا إلى الرّباعية ، وهي السّنّ.
ويجوز أن يقال في الثّماني ، انه منسوب إلى الثمانية ، أي مجرّد العدد ، لأن الثماني (٢) ، لا يستعمل إلا في المعدود ، والثمانية في الأصل : العدد ، لا المعدود ، كما تقول في صريح العدد : ستة ضعف ثلاثة ، ولا تقول : ست ضعف ثلاث ، وقد يجيء تحقيقه في باب العدد ؛ فالألف فيهما ، اذن ، غير الألف في المنسوب إليه تقديرا ، لكونه بدلا من احدى ياءي النسب ، وكذلك الياء غير الياء ، كما قيل في : هجان وفلك.
وقد جاء «ثمان» في الشعر غير منصرف شاذا ، قال الشاعر :
١٩ ـ يحدو ثماني مولعا بلقاحها |
|
حتى هممن بزيفة الارتاج (٣) |
__________________
(١) القمري نوع من اليمام. والقمرة لون بين البياض والسواد. والعواريّ جمع عارية أي ما يستعار. وفي الصحاح كأنها منسوبة إلى العار. والدبسيّ طائر أدكن.
(٢) أي بدون تاء ، ومع التاء يستعمل إذا كان المعدود مذكرا. ولذلك قال ان ثمانية بالثاء في الأصل للمعدود.
(٣) من قصيدة لابن ميادة واسمه الرمّاح بن يزيد من بني مرة. وميادة اسم أمّه ، عاش في عهد بني أمية وأدرك العباسيين. وقبل البيت :
وكأن أصل رحالها وحبالها |
|
علّقن فوق قويرح شحاّج |
يصف ناقته فشبهها في سرعتها بالقويرح الشحاج أي حمار الوحش. والقويرح الذي انتهت اسنانه من الظهور.
والشحاج من أسماء حمار الوحش وهو بدل أو عطف بيان من قويرح والمراد بالثماني أتن الحمار أي الأناث.
يريد أنه يسوقها أمامه مولعا بلقاحها لتحمل وهي لا تمكنه فتهرب فهو يجري سريعا خلفها. حتى أوشكت الأتن أن تسقط ما ارتجت وأغلقت عليه أرحامها لأنهن كن حوامل.