وكذا توهم في أخيل أن معناه الأصلي : طائر ذو خيلان ، ولم يثبت ما توهموه تحقيقا.
ولنا أن نقول : صرف هذه الكلمات ونحوها ، لأن مستعملها لا يقصد معنى الوصف مطلقا ، لا عارضا ولا أصليا ، فأفعى وان كانت في نفسها خبيثة ، وأجدل ، طائرا ذا قوة (١) ، وأخيل طائرا ذا خيلان ، الا أنك إذا قلت مثلا : لقيت أجدلا ، فمعناه هذا الجنس من الطير ، من غير أن تقصد معنى القوة ، كما تقول : رأيت عقابا ، لا تقصد فيها معنى الوصف بالشدة ، وان كانت أقوى من الصقر ، وليس صرفها لكونها غير موضوعة للوصف تحقيقا كما أشار إليه المصنف ، فأما منع صرف مثله ، فغلط ووهم.
__________________
(١) أي وان كان أجدل طائرا ذا قوة. وكذا فيما بعده. بالعطف على قوله : وان كانت في نفسه خبيثة.