على معنى مفرد ، وليست بكلمات.
ويجوز الاحتراز بالجنس أيضا ، إذا كان أخصّ من الفصل بوجه ، وهو ههنا كذلك لأن الموضوع للمعنى المفرد قد يكون لفظا وقد لا يكون (١).
واحترز بقوله «وضع» عن لفظ دال على معنى مفرد بالطبع لا بالوضع كاحّ ، الدال على السعال ، ونحو ذلك ، وعن المحرّف ، وعن المهمل ، لأنه دال أيضا على معنى كحياة المتكلم به ، ولكن عقلا لا وضعا ..
وبقوله «لمعنى» عما صيغ لا لمعنى كالمهملات «كلعم» ونحوه من الهذيانات ، وقد مرّ الكلام على هذا الاحتراز.
وبقوله «مفرد» عن لفظ وضع للمعنى المركب نحو : عبد الله ، وضرب زيد غير علمين.
فإن قيل : ان التاء في لفظ الكلمة للوحدة ، لأن كلمة وكلما ، كتمرة وتمر ، واللام (٢) فيه للجنس فيتنا قضان ، لدلالة الجنس على الكثرة المناقضة للوحدة.
فالجواب : أن اللام في مثله ليس للجنس ولا للعهد ، كما يجيء في باب المعرفة ؛ ولئن سلمنا ذلك ، قلنا : إن الجنس على ضربين.
أحدهما : استغراق الجنس ، وهو الذي يحسن فيه لفظة «كلّ» كقوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)(٣) ؛ أي كل الإنسان ، وإلّا ، لم يجز الاستثناء ، لأنه (٤)
__________________
(١) يجري هذا التعبير كثيرا على ألسنة المتحدثين وفي عبارات المؤلفين ، ونصوص النحويين صريحة في تخطئته.
وإذا كان بعض الباحثين يجد له وجها لوروده في قليل من الشعر ، فذلك لا يخرجه عن مخالفة القواعد لأنه لم يرد في كلام فصيح غير الشعر ، ويغني عنه : ربّما لا يكون.
(٢) أي حرف التعريف ، وهو رأي الرضى الذي أخذ به وإن كان كثيرا ما يقول الألف واللام.
(٣) الآيتان ٢ ، ٣ من سورة العصر.
(٤) لأنه أي الاستثناء.