والصرف والشعر ، بل وعلوم الأدب جميعا التى تبلغ اثنى عشر علما ؛ وتسمى أيضا علوم العربية ، وهى مجموعة فى قوله : [من البسيط]
نحو وصرف وعروض ثم قافية |
|
وبعدها لغة قرض وإنشاء |
خط بيان معان مع محاضرة |
|
والاشتقاق لها الآداب أسماء |
الأستاذ أبو علىّ الشّلوبين :
هو عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله ، الأستاذ أبو على الإشبيلى ، الأزدى ، المعروف بالشلوبين ، ومعناه بلغة أهل الأندلس : الأبيض الأشقر.
قال ابن الزبير : كان إمام عصره فى العربية بلا مدافع ، ذا معرفة بنقد الشعر وغيره ، بارعا فى التعليم ، ناصحا ، أبقى الله به ما بأيدى أهل المغرب من العربية ، أخذ عن ابن ملكون ، وغيره ، وروى عن السهيلى ، وابن بشكوال ، وغيرهما ، وأجاز له السّلفى ، وغيره ، وأقرأ نحو ستين سنة وعلا صيته ، واشتهر ذكره ، وأخذ عنه الأحوص ، وابن فرتون ، وجماعة ، وقلما تأدب أحد من أهل الأندلس فى وقته إلا وقرأ عليه ، واستند ولو بواسطة إليه ، صنّف تعليقا على كتاب سيبويه ، وشرحين على الجزولية ، وكان الجزولى شيخا له ، وله كتاب فى النحو سماه «التوطئة» ، وكانت وفاته سنة ٦٤٥ ه (١).
٥ ـ رحلة ابن مالك إلى المشرق ، وأثرها فى حياته ودراساته وسلوكه :
ونعالج هذه الرحلة فى بيان موجز لأسبابها ، والدواعى التى أدت إليها بمعرفة حال الأندلس السياسية آنذاك ، ثم بمعرفة حال المشرق السياسية ثم العلمية ، ونتائج هذه الرحلة فى ابن مالك صاحب هذه الدراسة.
أولا : الفتن والاضطرابات بالأندلس أيام نشأة ابن مالك :
كانت نشأة ابن مالك بالأندلس أيام دولة الناصر بن يعقوب من ملوك الموحّدين ؛ الذى ولى الأندلس بعد وفاة أبيه سنة ٥٩٥ ه ، ثم بعده دولة السلطان محمد بن يوسف ، والذى صار صاحب الأندلس ، بعد انقراض دولة الموحّدين ، ولم تكن الأحوال فى الأندلس أيام نشأة ابن مالك أحوال هدوء واستقرار ، بل كان يغلب عليها القلق والاضطراب.
__________________
(١) بغية الوعاة ٢ / ٢٢٤ ، ٢٢٥.