ويروى :
... |
|
لعلّ منايانا تحوّلن أبؤسا |
وحكى سيبويه (١) عن بعض العرب : «ما جاءت حاجتك» ـ بالرفع والنصب ـ بمعنى : ما صارت.
فهذه ثمانية أفعال مساوية لـ «صار» معنى وعملا.
وأما «غدا» و «راح» فإنهما ملحقان ـ عند بعضهم ـ بها ـ أيضا ـ.
إلا أنى لم أجد لذلك شاهدا من كلام العرب يكون الاستدلال به صريحا.
ويمكن أن يستدل على ذلك بقوله ـ عليهالسلام ـ. «... لرزقتم كما ترزق الطّير : تغدو خماصا ، وتروح بطانا» (٢).
وأما «كان» و «ظلّ» و «أضحى» و «أصبح» و «أمسى» فاستعمالها بمعنى «صار» كثير :
كقوله ـ تعالى ـ : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) [النبأ : ١٩ ـ ٢٠]
وقال ذو الرمة (٣) : [من الطويل]
بتيهاء (٤) قفر (٥) والمطى كأنّها |
|
قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها (٦) |
__________________
(١) ينظر : الكتاب (١ / ٥١).
(٢) أخرجه الترمذى (٤ / ٥٧٣) كتاب الزهد : باب فى التوكل على الله حديث (٢٣٤٤) ، وابن ماجه (٢ / ١٣٩٤) : كتاب الزهد : باب التوكل واليقين حديث (٤١٦٤) ، وأحمد (١ / ٣٠) ، وأبو يعلى (١ / ٢١٢) رقم (٢٤٧) ، وابن حبان (٢ / ٥٠٩) رقم (٧٣٠) ، وابن المبارك فى «الزهد» (ص ١٩٦ ـ ١٩٧) رقم (٥٥٩) ، والحاكم (٤ / ٣١٨) ، وأبو نعيم (١٠ / ٦٩) ، والقضاعى فى «مسند الشهاب» رقم (١٤٤٥) ، والبغوى فى «شرح السنة» (٧ / ٣٢٨) كلهم من حديث عمر بن الخطاب وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
(٣) هو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوى ، أبو الحارث ذو الرمة. شاعر ، من فحول الطبقة الثانية فى عصره. قال أبو عمرو بن العلاء : فتح الشعر بامرئ القيس ، وختم بذى الرمة. امتاز شعره بإجادة التشبيه ، له ديوان شعر ، توفى سنة ١١٧ ه.
ينظر : الأعلام (٥ / ١٢٤) ، الشعر والشعراء (٢٠٦) ، وفيات الأعيان (١ / ٤٠٤).
(٤) التيهاء : المفازة يتيه فيها الإنسان. (مقاييس اللغة ـ تيه).
(٥) القفر : الأرض الخالية. (مقاييس اللغة ـ قفر).
(٦) البيت لعمرو بن أحمر فى ديوانه ص ١١٩ ، والحيوان ٥ / ٥٧٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٠١ ، ولسان العرب (عرض) ، (كون) ، وله أو لابن كنز فى شرح شواهد الإيضاح ص ٥٢٥ ، وبلا ـ