وورود «ظلّ» بمعنى «صار» كقوله ـ تعالى ـ : (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) [النحل : ٥٨]
وإنما أصل «ظلّ» : الدلالة على الاتصاف نهارا بالمخبر به.
و «بات» تقابلها كقوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) [الفرقان : ٦٤]
وكقول الشاعر : [من الطويل]
وبات وليد الحى طيّان ساغبا |
|
وكاعبهم ذات القفاوة أسغب (١) |
وقد جمعهما الراجز فى قوله : [من الرجز]
أظلّ أرعى وأبيت أطحن |
|
الموت من بعد الحياة أهون (٢) |
وزعم الزمخشرى أن «بات» ترد ـ أيضا ـ بمعنى «صار» ولا حجة له على ذلك ، ولا لمن وافقه (٣).
وورود «أضحى» بمعنى «صار» كقول الشاعر : [من الخفيف]
ثمّ أضحوا كأنّهم ورق جف |
|
ف فألوت به الصّبا (٤) والدّبور (٥) |
وورود «أصبح» بمعنى «صار» كقوله ـ تعالى ـ : (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) [آل عمران : ١٠٣]
__________________
ـ نسبة فى أسرار العربية ص ١٣٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١١ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٦٨ ، وشرح المفصل ٧ / ١٠٢ ، والمعانى الكبير ١ / ٣١٣.
(١) البيت للكميت فى شرح هاشميات الكميت ص ٧٨ ، ولسان العرب (عفا) ، (قفا) ، وتهذيب اللغة ٣ / ٣٢٩ ، ومقاييس اللغة ٤ / ٥٧ ، وأساس البلاغة ص ٣٧٤ (قفو) ، وتاج العروس (عفا) ، (قفا) ، وبلا نسبة فى المخصص ٤ / ١٢٣.
(٢) هذا البيت بلا نسبة فى شرح التسهيل (١ / ٣٤٦).
(٣) قال الزمخشرى : (وظل وبات على معنيين ، أحدهما : اقتران مضمون الجملة بالوقتين الخاصين على طريقة كان ، والثانى : كينونتها بمعنى صار ومنه قوله عز اسمه : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا). ينظر : شرح المفصل ٧ / ١٠٥.
(٤) الصبا : ريح من الرياح ، وهى التى تستقبل القبلة. (مقاييس اللغة ـ صبى).
(٥) الدبور : ريح ثقيل من دبر الكعبة. (مقاييس اللغة ـ دبر).
والبيت لعدى بن زيد فى ديوانه ص ٩٠ ، والدرر ٢ / ٥٧ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٧٠ ، وشرح المفصل ٧ / ١٠٤ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٣٢ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ١١١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢١١.