«ما ضرب إلا زيدا عمرو»
ولم يوافقه فى تقديمه إذا كان فاعلا ؛ نحو : «ما ضرب إلا زيد عمرا» ، وأنشد مستشهدا على ما أجازه : [من الطويل]
تزوّدت من ليلى بتكليم ساعة |
|
فما زاد إلا ضعف ما بى كلامها (١) |
(ص)
ويرفع الفاعل فعل حذفا |
|
إن استبان بدليل عرفا |
نحو : (بلى زيد) لقائل (لم يقم |
|
شخص) و (عمرو) فى جواب (من يقم) (٢)؟ |
ومثل قوله (يزيد ضارع) |
|
(يبكيه) من بعد (يزيد) رافع |
(ش) إذا قلت : «بلى زيد» لمن قال لك : «لم يقم شخص» ـ فـ «زيد» فاعل فعل محذوف تقديره : بلى قام زيد. وكذا إذا قلت : «عمرو» لمن قال لك : «من يقم»؟ فـ «عمرو» فاعل فعل محذوف تقديره : يقم عمرو.
وكذا إذا كان الاسم جواب سؤال مقدر ؛ كقولك : «قتل كافر ، مسلم».
كأنه قيل : من قتله؟ فقلت : مسلم. ومنه قراءة ابن عامر وشعبة عن عاصم (٣)(يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ. رِجالٌ) [النور : ٣٦ ـ ٣٧]
ومثله قول الشاعر : [من الطويل]
ليبك يزيد : ضارع (٤) لخصومة |
|
ومختبط (٥) ممّا تطيح الطّوائح (٦) |
__________________
(١) البيت للمجنون في ديوانه ص ١٩٤ ، والدرر ٢ / ٢٨٧ ، وشرح التصريح ١ / ٢٨٢ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٨١ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ١٢٢ ، وتخليص الشواهد ص ٤٨٦ ، والدرر ٣ / ١٧٢ ، وشرح الأشموني ١ / ١٧٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٤٨ ، وهمع الهوامع ١ / ١٦١ ، ٢٣٠ ويروى عمز البيت هكذا : فما زادني إلا غراما كلامها.
(٢) فى ط : من نقم.
(٣) عاصم بن أبى النجود ، الكوفى ، الأسدى بالولاء ، أبو بكر ، أحد القراء السبعة ، تابعى من أهل الكوفة ، كان ثقة فى القراءات ، صدوقا فى الحديث. توفى سنة ١٢٧ ه.
ينظر : الأعلام (٣ / ٢٤٨) ، طبقات القراء (١ / ٣٤٦) ، تقريب التهذيب ت (٣٠٧١).
(٤) ضرع الرجل ضراعة ، إذا ذل. (مقاييس اللغة ـ ضرع).
(٥) يقال : اختبطنى فلان : إذا جاء يطلب المعروف من غير آصرة ووسيلة. (اللسان ـ خبط).
(٦) طاح طوحا : هلك. (الوسيط ـ طاح).
والبيت للحارث بن نهيك فى خزانة الأدب ١ / ٣٠٣ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٩٤ ، وشرح المفصل ١ / ٨٠ ، والكتاب ١ / ٢٨٨ ، وللبيد بن ربيعة فى ملحق ديوانه ص ٣٦٢ ، ولنهشل بن حرى فى خزانة الأدب ١ / ٣٠٣ ، ولضرار بن نهشل فى الدرر ٢ / ٢٨٦ ،