... |
|
... لذا شهد وخالد صبر |
والأصل المصحح لقولى :
... |
|
... لذا شهد وخالد صبر |
ولقول النحويين : «فى الدّار زيد ، والحجرة عمرو» : قوله ـ تعالى ـ : (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ. وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الجاثية : ٤ ـ ٥] ؛ فالواو من : «واختلاف اللّيل» عاطفة جملة على جملة ، كما تقرر فى توجيه : «لذا شهد وخالد صبر».
وحذف خافض : «اختلاف اللّيل والنّهار» لدلالة خافض : «خلقكم» عليه. ومثل ذلك قول الشاعر ؛ أنشده الفراء : [من الطويل]
ألا يالقوم كلّ ما حمّ واقع |
|
وللطّير مجرى والجنوب مصارع (١) |
وقراءة حمزة والكسائى (٢) : «آيات» على تقدير «إن» و «فى» لدلالة المتقدمين عليهما.
__________________
(١) البيت للبعيث فى لسان العرب (حمم) ، ولخداش بن بشر العاملى أو لقيس بن ذريح فى المقاصد النحوية ٣ / ٣٥٢ ، وبلا نسبة فى الدرر ٦ / ١٥٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٩.
(٢) الأخوين يقرآن «آيات» بالكسر ، وهى تحتاج إلى إيضاح ؛ فإنّ الناس قد تكلموا فيها كلاما كثيرا وخرّجوها على أوجه مختلفة ، وبها استدلّ على جواز العطف على عاملين. قلت :
والعطف على عاملين لا يختص بقراءة الأخوين ، بل يجوز أن يستدلّ عليه أيضا بقراءة الباقين ؛ كما ستقف عليه إن شاء الله تعالي. فأمّا قراءة الأخوين ففيها أوجه :
أحدها : أن يكون «اختلاف اللّيل» مجرورا بـ «فى» مضمرة وإنما حذفت لتقدم ذكرها مرتين وحرف الجرّ إذا دلّ عليه دليل جاز حذفه وإبقاء عمله ؛ أنشد سيبويه : [من البسيط]
فالآن قد بتّ تهجونا وتشتمنا |
|
فاذهب فما بك والأيام من عجب |
تقديره : وبالأيّام ؛ لتقدّم الباء ، فى بك ولا يجوز عاطفه على الكاف ؛ لأنه ليس من مذهبه ـ كما عرفت ـ العطف على الضمير المجرور دون إعادة الجار. والتقدير فى هذه الآية : وفى اختلاف الليل ، فآيات على ما تقدم من الوجهين فى «آيات» قبلها العطف أو التأكيد. قالوا : ويدل على ذلك قراءة عبد الله «وفى اختلاف» تصريحا بـ «فى». فهذان وجهان.
الثالث : أن يعطف «اختلاف» على المجرور بـ «فى» و «آيات» على المنصوب بـ «إنّ» ، وهذا هو العطف على عاملين ، وتحقيقه على معمولى عاملين ؛ وذلك أنك عطفت «اختلاف» على «خلق» وهو مجرور بـ «فى» فهو معمول عامل ، وعطفت «آيات» على اسم إنّ وهو معمول عامل آخر ؛ فقد عطفت بحرف واحد ـ وهو الواو ـ معمولين ـ وهما : «اختلاف» و «آيات» ـ على معمولين قبلهما ، وهما «خلق» و «آيات». وبظاهرها استدل من جوّز ذلك كالأخفش.