وبمطالعتنا لمؤلفاته في كتابه الفلك المشحون نجد أنه أورد فيه كتابين من هذه الثلاثة ، سمى أولهما فيه بتسميتن :
الأولى : الأنوار الشمسية في شرح حل الخزرجية المسمى بالتوضيح في علمي العروض والقوافي (١).
الثانية : شرح ممزوج على توضيح الخزرجية في علمي العروض والقوافي (٢).
وسمى ثانيهما فيه «إيفاء العهد في مقدمة الحمد» ، وقال : «وهو مشتمل على أربعة وعشرين فصلا ومقدمة وخاتمة ، يشتمل كل منها على فوائد وغرائب وتحقيقات ، تتعلق بأوائل الكتب من الكلام على البسملة وتوابعها» (٣).
رابعا : لابن طولون كتاب ترجم فيه لابن مالك ، سماه «هداية السالك إلى ترجمة ابن مالك» ، كما ترجم له أيضا في كتابه «القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية» ، وهذان الكتابان مقطوع بنسبتهما إليه ، حيث إنه أوردهما في كتابه «الفلك المشحون».
وبمقابلة هذه الترجمة في هذين الكتابين بالترجمة التي أوردها في شرحه ، عند قول الناظم :
قال محمد هو ابن مالك |
|
... |
ـ ثبت لنا دليل قوي على أنها جميعا صادرة من معين واحد ، وعطاء فكر واحد ، وخطت بقلم واحد.
أما ما يخص زمن تأليف الكتاب فإنه ليس هناك نص قاطع فيه ، لكن يرجح أنه ألفه بعد سنة ٩٥٠ ه ، حيث إن ابن طولون لم يذكر هذا الكتاب ضمن مؤلفاته التي أوردها في «الفلك المشحون» علما أنه لم يعرض فعلا كل مؤلفاته ، وكانت آخر الوقائع التي ذكرت فيه سنة ٩٥٠ ه (٤) ، فيمكن القول : لو أنه ألفه قبل ذلك التاريخ لضمه إلى مؤلفاته التي أوردها فيه.
ومن المحتمل أنه ألفه قبل سنة ٩٥٠ ه ، لكن لم ينته بعد من تدوينه ، فلم يرد ذكره ضمن مولفاته قبل أن يتم ويكمل ، علما أنه أشار إلى بعض مؤلفاته أنّه كتب منها قطعة ، أو لم تكتمل ، وبين سبب إعراضه عن إكمال بعضها ، بأنه وجد مؤلفا لأحد العلماء في ذلك الغرض الذي يرمي إليه.
__________________
(١) الفلك المشحون ص ٢٦.
(٢) الفلك المشحون ص ٣٩.
(٣) الفلك المشحون ص ٢٦.
(٤) الفلك المشحون ص ٢٥.