ذكر لـ «الّذي» جمعين :
أحدهما : الألى ، على وزن العلى ، وتكتب بغير واو ، وهو مقصور على الأشهر وقد يمدّ.
الثّاني : الّذين ، بالياء في الرّفع والنّصب والجرّ ، وعلى ذلك نبّه بقوله : «مطلقا» أي : في جميع الأحوال ، وهي مبنيّة وإن كان الجمع من خصائص الأسماء ، لأنّ «الّذين» مخصوص بأولي العلم ، و «الّذي» عامّ ، فلم يجر على سنن الجموع المتمكّنة. وقوله :
(وبعضهم) (١) بالواو رفعا نطقا
أي : من العرب من يجري «الّذين» مجرى جمع المذكّر السّالم ، فيرفعه بالواو ويجرّه وينصبه بالياء ، نحو «جاء الذون ، ورأيت الّذين ، ومررت بالّذين» ، وهي حينئذ معربة ، لأنّ شبه الحرف عارضه الجمع ، وهو من خصائص الأسماء ، وهي لغة تميم (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
باللات واللاء الّتي قد جمعا |
|
واللاء (٣) كالّذين نزرا وقعا |
يعني : «الّتي» له ـ أيضا ـ جمعان : «اللاتي (٤) ، واللائي» بإثبات الياء فيهما ، وقد تحذف ياؤهما اكتفاء بالكسرة ، فيقال : «اللات ، واللاء».
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٣.
(٢) وقال الرضي : هذيلية ، وقال المكودي : وهي لغة هذيل وقيل : لغة تميم ، وفي الهمع : لغة طيئ وهذيل وعقيل. وذهب الصبان إلى أن الصحيح أنها حينئذ مبنية جيء بها على صورة المعرب ، وقال : «إذ هذا الجمع ليس حقيقيا حتى يعارض شبه الحرف لاختصاص «الذين» بالعقلاء ، وعموم «الذي» للعاقل وغيره ، ولأن «الذي» ليس علما ولا صفة ولهذا لم تتفق العرب على إجرائه مجرى المعرب بخلاف التثنية».
انظر شرح الرضي : ٢ / ٤٠ ، شرح المكودي : ١ / ٦٣ ، الهمع : ١ / ٢٨٥ ، حاشية الصبان : ١ / ١٤٩ ، شرح التسهيل : ١ / ٢١٤ ، أوضح المسالك : ٢٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٣ ، شرح المرادي : ١ / ٢١٤ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٨٨ ، الخضري مع ابن عقيل : ١ / ٧٢ ، شرح الأشموني : ١ / ١٤٩ ، شرح ابن الناظم : ٨٣ ، المعجم الكامل في لهجات الفصحى : ٤٠٦ ـ ٤٠٧.
(٣) في الأصل : اللائي. في الموضعين. انظر الألفية : ٢٥.
(٤) في الأصل : واللاتي.