إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ابن طولون [ ج ١ ]

150/504
*

وفهم من تشبيهه بها أنّها تساوي أيضا «الّذي والّتي» وتثنيتهما وجمعهما ، فتقول : «من ذا يقوم ، ومن ذا تقوم ، (ومن ذا يقومان) (١) ، ومن ذا تقومان ، ومن ذا يقومون ، ومن ذا يقمن».

والكوفيّ لا يشترط في موصوليّة (٢) «ذا» تقدّم (من) (٣) ولا «ما» الاستفهاميّتين (٤).

واحترز بقوله : «إذا لم تلغ في الكلام» من أن تكون ملغاة ، وذلك أن يغلب الاستفهام ، فيصير مجموع «من ذا ، وما ذا» استفهاما ، ويظهر أثر ذلك في البدل إذا قلت : «من ذا ضربت ، أزيد (٥) أم عمرو؟» ، فإذا رفعت فـ «ذا» غير ملغاة / ، لأنّك أبدلت من اسم الاستفهام بالرّفع ، فعلم أنّه مرفوع بالابتداء ، و «ذا» خبره ، وهو اسم موصول ، وإذا نصبت فقلت : «من ذا ضربت ، أزيدا أم عمرا؟» علم أنّ «ذا» ملغاة ، لأنّك أبدلت من اسم الاستفهام بالنّصب ، فعلم أنّه مفعول مقدّم بـ «ضربت» ، و «ذا» ملغاة.

وأخلّ النّاظم بشرط ثالث ، وهو أن لا تكون «ذا» للإشارة ، لأنّها إذا كانت للإشارة تدخل على المفرد نحو «من ذا الذّاهب ، وما ذا التّواني» ، والمفرد لا يصلح أن يكون صلة لغير «أل» (٦).

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٥.

(٢) في الأصل : موصولة. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٩.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٩.

(٤) واحتج بقول يزيد بن مفرغ الحميريّ :

عدس ما لعبّاد عليك إمارة

أمنت وهذا تحملين طليق

وتقرير الحجة منه : أن «هذا» اسم موصول مبتدأ ، ولم يتقدم عليه «ما» ولا «من» و «تحملين» صلته ، والعائد محذوف و «طليق» بمعنى : «مطلق» خبر المبتدأ ، أي : والذي تحملينه طليق. وعند البصريين «هذا» اسم إشارة ، وهو مبتدأ ، و «طليق» خبره ، وهي جملة اسمية ، و «تحملين» حال ، أي : وهذا طليق محمولا لك. وقد أجاز الكوفيون استعمال جميع أسماء الإشارة موصولات ، ومنع ذلك البصريون.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٩ ، الهمع : ١ / ٢٩٠ ، التبصرة والتذكرة : ١ / ٥١٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٢ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٩٩ ، شرح الشذور : ١٤٧ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٦٨ ، الإنصاف (مسألة : ١٠٣) : ٢ / ٧١٧ ، حاشية الخضري : ١ / ١٧٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٢٩ ـ ٥٣٠.

(٥) في الأصل : زيد. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٥.

(٦) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٨ ، وقال ابن مالك في شرح التسهيل (١ / ٢٢٠) : «ولو» قصد بـ «ذا» الإشارة لكان «ماذا» و «من ذا» مبتدأ وخبر ، واستغنى عن جواب وتفصيل». انتهى.