والكوفيّون (لا) (١) يشترطون في حذف العائد المرفوع استطالة الصّلة ، ويقيسون على هذه الآية (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
... وأبوا أن يختزل |
إن صلح الباقي لوصل مكمل |
|
... |
يعني : أنّ خبر صدر الصّلة إذا كان صالحا لأن (٣) يوصل به الموصول ، كأن يكون جملة من مبتدأ وخبر ، نحو «جاءني الّذي هو جاريته ذاهبة» ، أو فعلا وفاعلا ، نحو «جاء الّذي هو قام أبوه» ، أو ظرفا (٤) ، نحو «جاء الذي (هو) (٥) عندك» ، أو مجرورا ، نحو «جاء الّذي هو في الدّار» ، ـ لا يجوز حذف الصّدر في شيء من ذلك ، لأنّ ما بقي بعد حذفه صالح لأن يكون صلة ، فلا دليل حينئذ على حذفه (٦).
والضّمير في قوله : «وأبوا» عائد على العرب ، والاختزال : «القطع» (٧).
__________________
انظر القراءات الشاذة : ٤١ ، البيان لابن الأنباري : ١ / ٣٥٠ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٤ ، معاني الفراء : ١ / ٣٦٥ ، أسرار العربية لابن الأنباري : ٣٨٢ ، شواهد التوضيح لابن مالك : ١٢٤ ، شرح دحلان : ٣٦.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ١٤٤.
(٢) ونحوها. وتبعهم ابن مالك إلا أنه جعله قليلا ، والبصريون جعلوا ذلك نادرا.
انظر الهمع : ١ / ٣١١ ـ ٣١٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٩٦ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٣ ، معاني الفراء : ١ / ٢٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٤ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٨ ، شرح المرادي : ١ / ٢٤٦ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٨٠ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٣.
(٣) في الأصل : كانا صالحان. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٩.
(٤) في الأصل : وظرفا. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٩.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٩.
(٦) أما إذا كان الباقي غير صالح للوصل بأن كان مفردا أو خاليا عن العائد ، نحو (أَيُّهُمْ أَشَدُّ) و «هو الذي في السماء له» جاز ، وذلك للعلم في المحذوف. وقد ذكر غير الناظم لحذف العائد الذي هو مبتدأ شروطا أخر : أحدها : ألا يكون معطوفا نحو «جاء الذي زيد وهو فاضلان». الثاني : ألا يكون معطوفا عليه نحو «جاء الذي هو وزيد قائمان». نقل اشتراط هذا الشرط عن البصريين ، لكن الفراء وابن السراج أجازا في هذا المثال حذفه. الثالث : ألا يكون بعد «لو لا» نحو «جاء الذي لو لا هو لأكرمتك».
انظر شرح المرادي : ١ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٩ ، الأصول لابن السراج : ٢ / ٣٣٩ ، الهمع : ١ / ٣١١.
(٧) وعبر به عن الحذف. والاختزال الحذف أيضا. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٩ ، اللسان : ٢ / ١١٥١ ـ ١١٥٢ (خزل) ، شرح الأشموني : ١ / ١٦٩ ، البهجة المرضية : ٣٥.