الثّاني : أن يكون العامل في المجرورين متّفقا لفظا ومعنى ، ولذا شذّ قوله :
(١) ـ ... |
|
وهو على من صبّه الله علقم |
فالعائد محذوف ، أي : عليه ، مع اختلاف المتعلّق ، وهما : «صبّ ، وعلقم».
الثّالث : أن يكون العائد المجرور غير محصور ، فلا يحذف من نحو «مررت بالّذي ما مررت إلّا به».
الرّابع : ألّا (٢) يكون العائد المجرور نائبا عن الفاعل ، فلا يحذف من نحو «مررت بالّذي مرّ به».
الخامس : أن يكون العائد المجرور / متعينا للرّبط ، فلا يحذف من نحو «مررت بالّذي مررت به في داره».
السادس : ألّا يكون العائد المجرور حذفه ملبسا ، فلا يحذف من نحو «رغبت فيما رغبت فيه» لأنّه لا يعلم أنّ أصله : فيه ، أو عنه.
وقد نبّه على الشّرط الأوّل بقوله :
كذا الّذي جرّ بما الموصول جر
و (٣) على (الثّاني والثّالث) (٤) بالمثال ، وهو قوله :
... |
|
كمرّ بالّذي ... البيت |
__________________
(٢٧) ـ من الطويل ، يقال : إنه لرجل من همدان ، وصدره :
وإنّ لساني شهدة يشتفى بها
شهدة : بضم الشين ، العسل المشمع. قوله : «علقم» ـ بفتح العين ـ وهو الحنظل. يعني : إن لساني مثل العسل إذا تكلمت في حق من أحبه ، ولكنه مثل الحنظل على من أبغضه ، لأني أقدح فيه بالكلام. والشاهد فيه واضح كما ذكره المؤلف ، وفيه شذوذ من وجه آخر وهو اختلاف متعلق الحرفين فإن «على» الظاهر يتعلق بقوله «علقم» ـ كما ذكر ـ ، و «على» المقدر يتعلق بقوله : «صبه».
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٨ ، الشواهد الكبرى : ١ / ٤٥١ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ٩٦ ، الخزانة : ٤ / ٢٦٦ ، مغني اللبيب (رقم) : ٧٩٧ ، الهمع (رقم) : ١٥٠ ، ١٧٣١ ، الدرر اللوامع : ١ / ٣٧ ، ٢ / ٢١٦ ، شرح الأشموني : ١ / ١٧٤ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٤٦ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٣٢ ، شواهد المغني : ٢ / ٨٤٣ ، تفسير البحر المحيط : ٤ / ٤٤٦ ، شرح ابن الناظم : ٩٨ ، الجامع الصغير : ٣٥.
(١) في الأصل : أن. راجع التصريح : ١١ / ١٤٨.
(٢) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ١ / ٧٠.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٧٠.