حاوية معنى الّذي سيقت له
يعني : أنّ الجملة تكون مشتملة على رابط يربطها بالمبتدأ ، وإنّما قال :
حاوية معنى الذي سيقت له
ولم يقل : «حاوية ضمير ...» ، ليشمل الضمير ـ سواء كان مذكورا (١) ، نحو «زيد قام أبوه» ، أو مقدرا ، وهو إمّا مجرور (٢) ، نحو «السّمن منوان بدرهم» أي : منه ، أو منصوب نحو قراءة (ابن) (٣) عامر (٤) وكل وعد الله الحسنى [الحديد : ١٠] برفع «كلّ» (٥) ، أي : وعده الله ـ ، وغير (٦) الضّمير ممّا يقع به الرّبط ، وهو اسم الإشارة نحو (وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ) [الأعراف : ٢٦] ، إذا قدّر «ذلك» مبتدأ ثانيا ، لا تابعا لـ «لباس» ، وتكرار اللفظ بعينه ، كقوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ) [الحاقة : ١ ، ٢] ، واسم أعمّ من المبتدأ ، نحو «زيد نعم الرّجل».
ثم قال رحمهالله تعالى :
وإن تكن (٧) إيّاه معنى اكتفى |
|
بها كنطقي الله حسبي وكفى |
أشار بهذا إلى الجملة الواقعة خبرا ، ولا تحتاج إلى رابط ، فذكر أنّ الجملة
__________________
(١) في الأصل : مذكرا. انظر التصريح : ١ / ١٦٤.
(٢) في الأصل : مجردا. انظر التصريح : ١ / ١٦٤.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ١٦٤.
(٤) هو عبد الله بن عامر بن يزيد ، أبو عمران اليحصبي الشامي ، أحد القراء السبعة ، ولد في البلقاء سنة ٨ ه ، وانتقل إلى دمشق بعد فتحها وولي قضاء دمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك ، وتوفي فيها سنة ١١٨ ه. انظر ترجمته في طبقات القراء : ١ / ٤٢٣ ، ميزان الاعتدال : ٢ / ٥١ ، الأعلام : ٤ / ٩٥ ، النشر في القراءات العشر : ١ / ١٤٤.
(٥) على جعل «كل» ابتداء ، وتعدية الفعل إلى ضميره ، ويحتمل أن يكون «كل» خبر مبتدأ محذوف تقديره : أولئك كل وعد الله ، و «وعد» صفة لـ «كل» ، ولهذا لم يجز أن يعمل في «كل» ، لأن الصفة لا تعمل في الموصوف. وذهب قوم إلى أنّه لا يجوز أن يكون «وعد» صفة لـ «كل» ، لأنه معرفة ، لأنّ تقديره : كلهم وعد الله. وقرأ الباقون بنصب «كل» على أنّه مفعول به لـ «وعد» ، و «الحسنى» منصوب لأنّه المفعول الثاني لـ «وعد».
انظر حجة القراءات : ٦٩٨ ، النشر : ٢ / ٣٨٤ ، إتحاف فضلاء البشر : ٤٠٩ ، إعراب النحاس : ٤ / ٣٥٣ ، البيان لابن الأنباري : ٢ / ٤٢٠ ، المبسوط في القراءات العشر : ٤٢٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٦٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٤٥.
(٦) في الأصل : وغيره.
(٧) في الأصل : يكن. انظر الألفية : ٣٢.