ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وأخبروا بظرف او بحرف جر |
|
ناوين معنى كائن أو استقر |
من أقسام الخبر أن يكون ظرفا أو جارا ومجرورا (١) ، وهو راجع بالتقدير إلى المفرد والجملة ، ولذلك قال :
ناوين معنى كائن أو استقر
فإن قلت : «زيد عندك ، أو زيد في الدّار» فالتقدير : كائن أو مستقرّ في الدّار ، وإنّما جعلوا هذا النوع قسما ثالثا زائدا (٢) على المفرد والجملة ، لأنّه عوض عن الخبر ، ولذلك لا يجمع بينهما ، فإنّ / الصحيح عند ابن هشام وغيره : أنّ الخبر في الحقيقة هو متعلّقهما المحذوف (٣) ، لا هما (٤) ، ولا مع متعلّقهما (٥) ، واختلف في تقديره :
__________________
(١) واختلف في عامل الظرف والمجرور الواقعين خبرا : فالأصح أنّه كون مقدر.
وقيل : المبتدأ ، وعليه ابن خروف ، وعمل فيه النصب لا الرفع لأنه ليس الأول في المعنى.
ورد بأنه مخالف للمشهور من غير دليل ، وبأنه يلزم منه تركيب كلام من ناصب ومنصوب بدون ثالث. وقيل : بالمخالفة ، وعليه الكوفيون ، فإذا قلت : «زيد أخوك» فـ «الأخ» هو «زيد» ، أو «زيد خلفك» فـ «الخلف» ليس بـ «زيد» فمخالفته له عملت النصب. ورد بأن المخالفة معنى لا يختص بالأسماء دون الأفعال ، فلا يصح أن يكون عامله ، لأن العامل اللفظي شرطه : أن يكون مختصا ، فالمعنوي الأضعف أولى.
انظر : الهمع : ٢ / ٢١ ، شرح الرضي : ١ / ٩٢ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٩١ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٤.
(٢) في الأصل : زائد. انظر شرح المكودي : ١ / ٨٠.
(٣) وإنّ تسمية الظرف خبرا مجاز. وهو مذهب ابن كيسان وتابعه ابن مالك. قال السيوطي : هذا هو التحقيق. والقائل بهذا نظر إلى أنّ العامل أولى بالاعتبار ، وإن كان معموله قيدا لا بد منه.
انظر أوضح المسالك : ٣٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٦٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٤٩ ، الهمع : ٢ / ٢٢ ، شرح المرادي : ١ / ٢٧٩ ، حاشية فتح الجليل : ٨٢ ، شرح الرضي : ١ / ٩٢ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٩٠ ، حاشية الخضري : ١ / ٩٥.
(٤) كما ذهب الفارسي وابن جني ، حيث ذهبا إلى أن الظرف هو الخبر حقيقة ، وأن العامل صار نسيا منسيا. والقائل بهذا نظر إلى الظاهر.
انظر الهمع : ٢ / ٢٢ ، حاشية الصبان : ١ / ٢٠٠ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ١٨٨ ـ ١٨٩ ، حاشية الخضري : ١ / ٩٥.
(٥) والمتعلق ـ بكسر اللام ـ : جزء من الخبر ، واختاره الرضي وابن الهمام ، والقائل بهذا نظر إلى توقف مقصود المخبر على كل منهما. انظر شرح الرضي : ١ / ٩٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٦٦ ، حاشية الصبان : ١ / ٢٠٠ ، حاشية الخضري : ١ / ٩٥ ، حاشية فتح الجليل : ٨٢ ، إرشاد الطالب النبيل (٩٣ / أ).