ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وما للات في سوى حين عمل |
|
وحذف ذي الرّفع فشا والعكس قل |
يشير إلى أنّ لعمل «لات» شرطين (١) :
ـ كون معموليها اسمي زمان ، فلا يقال : «لات (٢) زيد قائما» ، بل يقال : «لات وقت قتال» ونحوه.
ـ وحذف أحدهما ، والغالب في المحذوف كونه المرفوع وإلى هذا أشار بقوله :
وحذف ذي الرّفع فشا والعكس قل
يعني : أنّ حذف المرفوع ـ وهو اسمها ـ فاش ـ أي كثير ـ ، وعكسه ، وهو حذف المنصوب ـ وهو خبرها ـ قليل ، وفهم منه : أنّه لا يجوز إثباتهما معا.
فمن حذف اسمها : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) [ص : ٣] ، بنصب «حين» على أنّه خبرها ، واسمها محذوف ، وهي بمعنى : «ليس» ، (و «مناص» بمعنى : فرار ، أي : ليس) (٣) الحين حين فرار.
ومن حذف خبرها قوله : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) برفع «الحين» على أنّه اسمها ، وخبرها محذوف ، أي : ليس حين فرار حينا لهم ، وهي / قراءة شاذّة لعيسى بن عمر (٤)(٥).
__________________
(١) في الأصل : شر.
(٢) في الأصل : لأنّ. انظر شرح المكودي : ١ / ٩٧.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٠٠.
(٤) انظر القراءات الشاذة لابن خالويه : ١١٢ ، ١٢٩ ، البيان لابن الأنباري : ٢ / ٣١٢ ، إعراب النحاس : ٣ / ٤٥١ ، إملاء ما منّ به الرحمن : ٢ / ٢٠٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠٠.
(٥) هو عيسى بن عمر الثقفي بالولاء ، البصري ، أبو سليمان ، من أئمة النحو واللغة ، وهو شيخ الخليل وسيبويه وابن العلاء ، وأول من هذّب النحو ورتبه ، وعلى طريقته مشى سيبويه وأمثاله ، وكان صاحب تقعر في كلامه مكثرا من استعماله الغريب ، توفي سنة ١٤٩ ه ، له حوالي سبعين مؤلفا ، احترق أكثرها ، منها : الجامع ، والإكمال في النحو.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٧٠ ، معجم الأدباء : ١٦ / ١٤٦ ، نزهة الألباء : ٢٥ ، طبقات النحويين واللغويين : ٣٥ ، معجم المؤلفين : ٨ / ٢٩ ، طبقات القراء : ١ / ٦١٣.