وتقول على الاستعمال الأوّل : «هند عسى أن تفلح» ، و «الزّيدان عسى (١) أن يقوما» ، و «الزّيدون عسى أن يقوموا» و «الهندات عسى أن يقمن» فتقدّر «عسى» خالية من الضّمير في جميع هذه الأمثلة ، و «أن» والفعل بعدها في موضع رفع على الفاعليّة بها ، وهي ومرفوعها في موضع رفع على الخبريّة للمبتدأ قبلها.
وظاهر النّظم أنّ هذين الاستعمالين خاصّان بـ «عسى» لاقتصاره على ذكرها ، والصّواب أنّ ذلك في الأفعال الثّلاثة المذكورة قبل ، إذ لا فرق ، وعليه مشى المراديّ (٢)(٣) وغيره (٤).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والفتح والكسر أجز في السّين من |
|
نحو عسيت وانتقا الفتح زكن / |
يعني : يجوز كسر سين «عسى» خلافا لأبي عبيدة في منعه الكسر (٥) ـ ، وليس ذلك مطلقا ، سواء أسند إلى ظاهر أو مضمر ـ خلافا للفارسيّ في إجازته الكسر مطلقا ، فيجيز «عسى زيد» بكسر السّين ، كـ «رضي زيد» (٦) ـ بل يتقيّد بأن يسند إلى التّاء ، أو النّون ، أو «نا» ، نحو «عسيت» بالحركات الثّلاث في التّاء ، و «عسيتنّ» ، و «عسينا» بفتح السّين وكسرها ـ والفتح أجود ـ وبه (٧) قرأ نافع (٨) في قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) [محمد : ٢٢] ، و (هَلْ
__________________
(١) في الأصل : عسيا. انظر التصريح : ١ / ٢٠٩.
(٢) في الأصل : الماوردي. انظر شرح المكودي : ١ / ١٠١.
(٣) انظر شرح المكودي : ١ / ٣٣٢ ، شرح المكودي : ١ / ١٠١.
(٤) كابن الناظم والأشموني ودحلان والسيوطي مثلا. انظر شرح ابن الناظم : ١٥٩ ـ ١٦٠ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٦٦ ، شرح دحلان : ٥٥ ، البهجة المرضية : ٥٤.
(٥) انظر أوضح المسالك : ٥٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢١٠ ، إرشاد الطالب النبيل : (١٢٧ / ب).
(٦) انظر الحجة في علل القراءات السبع للفارسي : ٢ / ٢٦٣ ، أوضح المسالك : ٥٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢١٠ ، إرشاد الطالب النبيل : (١٢٧ / ب).
(٧) أي : بالكسر ، والضمير في «به» يعود على أقرب مذكور وهو الكسر ، وذلك على اعتبار جملة «والفتح أجود» معترضة.
(٨) قرأ نافع بكسر السين ، وقرأ الباقون بالفتح ، وهما لغتان :
انظر حجة القراءات : ١٣٩ ، النشر في القراءات العشر : ٢ / ٢٣٠ ، إتحاف فضلاء البشر : ١٦٠ ، المبسوط في القراءات العشر : ١٤٩ ، البيان لابن الأنباري : ٢ / ١٦٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢١٠ ، الحجة للفارسي : ٢ / ٢٦٢.