وقد تكون بمعنى الماضي ، قال يعقوب (١) : «تقول : تعلّمت أنّ زيدا خارج ، بمعنى : علمت» (٢).
و «درى» ، نحو قوله :) (٣)
٧٣ ـ دريت الوفيّ العهد يا عرو فاغتبط |
|
... |
والثّاني : ما يفيد في الخبر رجحانا ، وهي : «جعل» ، وفيها زيادة ، وهي الاعتقاد ، ولذلك قال : «وجعل اللذ كاعتقد» ، نحو (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) [الزخرف : ١٩].
و «حجا» ، نحو قول تميم (٥) :
__________________
(١) هو يعقوب بن إسحاق بن السكيت ، أبو يوسف ، إمام في اللغة والنحو والأدب ، عالم بالقرآن والشعر ، ولد سنة ١٨٦ ه ، وتعلم ببغداد ، وصحب الكسائي ، واتصل بالمتوكل العباسي فعهد إليه بتأديب أولاده ، وجعله في عداد ندمائه ، ثم قتله لخمس خلون من رجب سنة ٢٤٤ ه (وقيل : ٢٤٣ ، وقيل : ٢٤٦ ه) ، من آثاره : إصلاح المنطق ، القلب والإبدال ، معاني الشعر ، المقصور والممدود ، الأجناس ، شرح شعر الأخطل ، وغيرها.
انظر ترجمته في نزهة الألباء : ٢٣٨ ، معجم الأدباء : ٢ / ٥٠ ، شذرات الذهب : ٢ / ١٠٦ ، روضات الجنات : ٢٣٧ ، معجم المؤلفين : ١٣ / ٢٤٣ ، الأعلام : ٨ / ١٩٥.
(٢) قال يعقوب بن السكيت في إصلاح المنطق (٣٧٨) : «وتقول : «قد علمت أنّ فلانا خارج ، وقد تعلمت أنّ فلانا خارج» ، بمنزلة : علمت». انتهى. وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٧ ، الصحاح : ٥ / ١٩٩١ (علم) ، اللسان : ٤ / ٣٠٨٣ (علم) ، الهمع : ٢ / ٢١٥ ، حاشية الخضري : ١ / ١٥١.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. راجع التصريح : ١ / ٢٤٧.
٧٣ ـ من الطويل ، ولم أعثر على قائله ، وعجزه :
فإنّ اغتباطا بالوفاء حميد
دريت : علمت وتيقنت. عرو : مرخم «عروة». والشاهد في قوله : «دريت» حيث دلت «درى» على اليقين ، ونصبت مفعولين ، الأول منهما التاء ، وهي في موضع رفع على النيابة عن الفاعل ، و «الوفيّ» مفعولها الثاني.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٧ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٣٧٣ ، شذور الذهب : ٣٦٠ ، شواهد الفيومي : ١١٠ ، الهمع (رقم) : ٥٨١ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٣٢ ، شواهد العدوي : ٨٨ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٤٨ ، شواهد الجرجاوي : ٨٨ ، شرح دحلان : ٦٢ ، المطالع السعيدة : ٢٣٩ ، أوضح المسالك : ٧٢ ، البهجة المرضية : ٦٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٤٥ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٣.
(٤) هو تميم بن أبي بن مقبل ، من بني العجلان ، من بني عامر بن صعصعة ، أبو كعب ، شاعر جاهلي ، أدرك الإسلام وأسلم ، فكان يبكي أهل الجاهلية ، عاش نيفا ومئة سنة ، وعد من المخضرمين ، وكان يهاجي النجاشي الشاعر ، توفي بعد سنة ٣٧ ه ، له ديوان شعر.
انظر ترجمته في الإصابة : ١ / ١٩٥ ، سمط اللآلئ : ٦٦ ، الخزانة : ١ / ٢٣١ ، الأعلام : ٢ / ٨٧.