واشترط النّاظم في شرح التّسهيل : كون زمن المضارع حالا (١).
والسّهيليّ : أن لا يتعدّى باللام (٢).
وقوله :
وإن ببعض ذي فصلت يحتمل
تصريح بما فهم من الشّرط الذي قبله ، و «ذي» إشارة إلى الثّلاثة المتقدّمة ، وهي : الظّرف ، والمجرور ، وأحد المفعولين ، فإن لم يستوف الشّروط بطل العمل ، وتعيّنت الحكاية ، وإن استوفى الشّروط جاز النّصب والحكاية ، نحو (أَمْ تَقُولُونَ / إِنَّ إِبْراهِيمَ) الآية [البقرة : ١٤٠] ـ بالتّاء المثنّاة فوق ، وكسر «إنّ» ـ في قراءة الأخوين (٣) ، وابن عامر ، وحفص (٤).
__________________
(١) قال ابن مالك في شرح التسهيل (١ / ٨٠ ـ بـ / مخطوط) : «وهذا الاستعمال عند غير بني سليم لا يكون إلا في المضارع المسند إلى المخاطب مقصودا به الحال بعد استفهام متصل نحو قول الراجز :
متى تقول القلص الرّواسما |
|
تحملن أمّ قاسم وقاسما» |
، انتهى.
ورد بقوله :
أمّا الرّحيل فدون بعد غد |
|
فمتى تقول الدّار تجمعنا |
أنشده سيبويه بنصب الدار على أنها مفعول أول «وتجمعنا» مفعول ثان. وزاد في التسهيل : أن يكون حاضرا.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٢ ، الكتاب : ١ / ٦٣ ، شرح المرادي : ١ / ٣٩٣ ، الهمع : ٢ / ٢٤٧ ، حاشية الخضري : ١ / ١٥٥ ، التسهيل : ٧٤ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٧ ، إرشاد الطالب النبيل : (٥٣ / أ).
(٢) نحو «أتقول لزيد : عمرو منطلق» لأنه حينئذ يبعد عن معنى الظن لأن الظن من فعل القلب ، وهذا قول مسموع.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٣ ، الهمع : ٢ / ٢٤٧ ، أوضح المسالك : ٧٨ ، إرشاد الطالب النبيل (٥٣ / أ) ، شرح المرادي : ١ / ٣٩٣ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٧ ، حاشية الخضري : ١ / ١٥٥.
(٣) وهما حمزة والكسائي. انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٣. أما الكسائي فقد تقدمت ترجمته في ص ٢٨. وأما حمزة فهو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل التيمي الزيات أحد القراء السبعة ، انعقد الإجماع على تلقي قراءته بالقبول ، كان من موالي التيم فنسب إليهم ، ولد سنة ٨٠ ه وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان في أواخر سواد العراق مما يلي الجبل ، ويجلب الجبن والجوز إلى الكوفة ، مات بحلوان سنة ١٥٦ ه.
انظر ترجمته في ميزان الاعتدال : ١ / ٢٨٤ ، النشر في القراءات العشر : ١ / ١٦٦ ، طبقات القراء : ١ / ٢٦١ ، الأعلام : ٢ / ٢٧٧.
(٤) وخلف ورويس أيضا ، وحجتهم المخاطبة التي قبلها والتي بعدها ، فالمتقدمة قوله : (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ) [البقرة : ١٣٩] ، والمتأخرة قوله : (قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ) فتأويل الآية :