تَصِفُونَ) [يوسف : ١٨] ، اللهمّ إلّا أن يجعل «أستيعن» مضمّنا معنى فعل يتعدى (١) بـ «في» ، كـ «أستخير» وشبهه (٢) ، أو على لغة قليلة (٣).
«وألفيّة» : نسبة إلى «ألفين» إن قلنا بالشّطر ، فيكون كلّ نصف بيتا مستقلا ، فتكون الأرجوزة ألفي بيت ، أو نسبة إلى «ألف» إن قلنا ليست الأبيات بمشطورة ، وهو الذي يدلّ عليه كلام النّاظم ، بل قد نصّ على أنّها ألف بيت ، كما نقله الهوّاريّ (٤) ، فوجب أن يحمل على عدم الشّطر ، وهو الأصل.
وهل البيت المشطور شعر أم لا؟ قال بالثّاني الخليل (٥) ، واختلف في
__________________
(١) في الأصل : يتعد. انظر شرح المكودي : ١ / ١٤.
(٢) قال الخضري في حاشيته (١ / ١٠) : «وإنما قدرنا «أرجو» دون «أستخير» ، كما في الأشموني ، لما ورد عليه : إن الاستخارة للمتردد ، والمصنف جازم». انتهى. وانظر شرح الأشموني : ١ / ١٤ ، شرح المكودي : ١ / ١٤ ، إرشاد الطالب النبيل (٤ / أ).
(٣) انظر إعراب الألفية : ٤.
(٤) انظر شرح الألفية للهواري (٣ / بـ ـ مخطوط). والهواري هو : محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الهواري المالكي الضرير ، ويعرف بشمس الدين بن جابر ، أبو عبد الله ، عالم بالنحو والأدب وعلوم القرآن والفقه والحديث ، وهو من أهل مرية ، ولد سنة ٦٩٨ ه (وفي بعض المراجع : ٧١٠ ه) رحل إلى مصر والشام وأقام بحلب ، وتوفي بـ «البيرة» سنة ٧٨٠ ه ، من مؤلفاته : شرح ألفية ابن مالك ، نظم كفاية المتحفظ ، شرح ألفية ابن معطي ، وديوان شعر ، وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ١٤ ، الدرر الكامنة : ٣ / ٣٣٩ ، شذرات الذهب : ٦ / ٢٦٨ ، الأعلام : ٥ / ٣٢٨ ، معجم المؤلفين : ٨ / ٢٩٤ ، هدية العارفين : ٢ / ١٧.
(٥) قال السكاكي في مفتاح العلوم (٢٥٩) : «والمثلث عند الخليل ، والمثنى عند الأخفش ، والموحد عند الجميع سوى أبي إسحاق من قبيل الإسجاع لا من قبيل الإشعار». وفي الإرشاد الشافي على متن الكافي في علمي العروض والقوافي (٨٦) قال الدمنهوري : «ذهب الأخفش ـ كما في الدماميني ـ إلى أن المشطور والمنهوك ليسا من الشعر بل من السجع ، واتفق هو والخليل وأكثر العروضيين على أن ما كان على جزء واحد ليس شعرا بل هو سجع ، وخالفهم الزجاج وجعل من الشعر نحو قول القائل :
موسى القمر ، غيث زخر ، يحيي البشر». انتهى.
وانظر تهذيب اللغة للأزهري : ١٠ / ٦١٠ (رجز).
وقال ابن سيده في المحكم (٧ / ٢٠٦ ـ رجز) : «وهو عند الخليل شعر صحيح» وانظر اللسان : ٣ / ١٥٨٨ (رجز) تاج العروس : ٤ / ٣٦ (رجز). والخليل هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي ، أبو عبد الرحمن ، إمام أئمة اللغة والنحو ، وأستاذ سيبويه ، وأول من وضع علم العروض ، وحصن به أشعار العرب ، ولد بالبصرة سنة ١٠٠ ه وتوفي بها سنة ١٧٠ ه ، له من المؤلفات : العروض ، كتاب العروض ، كتاب العين ، الإيقاع ، الجمل ، النقط والشكل ، معاني الحروف ، وغيرها.