في الماضي ، وفتحه في المضارع ـ مطّرد في جميع الأفعال المبنيّة للمفعول ، وقد يضمّ إلى ذلك في بعض الأفعال تغيير (١) آخر ، وذلك في نوعين :
الأوّل : أن يكون أوّل الفعل الماضي تاء المطاوعة ، وإلى ذلك أشار بقوله :
والثّاني التّالي تا المطاوعه |
|
... البيت |
يعني : أنّ الحرف الثّاني من الفعل الماضي المفتتح بتاء المطاوعة يضمّ أيضا كالأوّل ، فتقول في «تعلّمت الحساب» : «تعلّم الحساب» ـ بضمّ الأوّل والثّاني ـ.
وفهم من قوله : «تا المطاوعه» أنّ المراد بالفعل هنا : الماضي ، لأنّ المضارع لا يفتتح بتاء المطاوعة ، بل بحروف (٢) المضارعة.
والثّاني : أن يكون الفعل الماضي مفتتحا بالهمزة ، وإلى ذلك أشار بقوله :
وثالث الّذي بهمز الوصل |
|
كالأوّل اجعلنّه ... |
يعني : أنّ الفعل إذا افتتح بهمزة الوصل جعل ثالثه مضموما كالأوّل ، ثمّ مثّل ذلك بقوله : «كاستحلي» ، ولا فرق في ذلك بين أن يكون الفعل متعدّيا ـ كما مثّل ـ ، أو لازما ، كـ «انطلق».
وفي جمل الزّجّاجيّ (٣) : «لا يجوز أن يبنى الفعل اللازم للمفعول عند أكثر النّحويين» (٤). انتهى (٥).
__________________
(١) في الأصل : تغير. انظر شرح المكودي : ١ / ١٣٠.
(٢) في الأصل : حروف. انظر شرح المكودي : ١ / ١٣٠.
(٣) في الأصل : الزجاج. وما أثبته الصواب. والزجاجي : هو عبد الرحمن بن إسحاق البغدادي النهاوندي الزجاجي ، أبو القاسم ، شيخ العربية في عصره ، ولد في نهاوند ونشأ في بغداد ، وتتلمذ على إبراهيم الزجاج فنسب إليه ، وسكن دمشق وتوفي بها سنة ٣٣٧ ه (وقيل : توفي في طبرية) ، من آثاره : الجمل الكبرى في النحو ، اللامات في اللغة ، الإيضاح في علل النحو ، شرح مقدمة أدب الكاتب وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢٩٧ ، إنباه الرواة : ٢ / ١٦٠ ، نزهة الألباء : ٣٧٩ ، مرآة الجنان : ٢ / ٣٣٢ ، شذرات الذهب : ٢ / ٣٥٧ ، روضات الجنات : ٤٢٥ ، البداية والنهاية : ١١ / ٢٢٥ ، الأعلام : ٣ / ٢٩٩ ، معجم المؤلفين : ٥ / ١٢٤ ، ١٣ / ٣٩٥.
(٤) انظر جمل الزجاجي : ٧٧ ، وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٩٤ ، الهمع : ٢ / ٢٧١ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٧٢ ، المقتصد : ١ / ٣٤٤.
(٥) وإذا بني الفعل اللازم للمفعول ، ففي النائب أقوال : أحدها : ضمير المصدر كـ «جلس» أي : الجلوس ، وعليه الزجاجي ، وابن السيد. الثاني : ضمير المجهول ، وعليه الكسائي وهشام ، لأنّه لما حذف الفاعل أسند الفعل إلى أحد ما يعمل فيه المصدر أو الوقت أو المكان ، فلم ـ