ثمّ قال رحمهالله :
تقرّب الأقصى بلفظ موجز |
|
وتبسط البذل بوعد منجز (١) |
أي : تقرّب المعنى البعيد للإفهام هذه الألفية ، مع أنّها حاوية للمقصود الأعظم من النّحو بلفظ موجز ، أي : بسبب وجازة اللفظ وتنقيح العبارة مع كثرة المعاني ، إذ الموجز هو الكلام القليل الألفاظ ، الكثير المعاني.
وقوله : «وتبسط البذل ...» أي : توسّع العطاء بما تمنحه لقرّائها من الفوائد ، واعدة بحصول مآربهم ، ناجزة بوفائها ، أي : مسرعة ، إذ المنجز : الموفى بسرعة (٢)(٣).
ثمّ قال :
وتقتضي رضا بغير سخط |
|
فائقة ألفية ابن معطي |
أي : تطلب هذه الألفية الرّضا من قرّائها غير المشوب بالسخط حال كونها فائقة ألفية ابن معطي.
و «رضا» : مصدر «رضي» على غير قياس ، إذ هو بكسر الراء والقياس فتحها (٤).
و «سخط» : بضمّ / السين المهملة ، وسكون الخاء المعجمة ، والقياس فتحها (٥).
و «ابن معطي» : هو الإمام أبو الحسن يحيى بن معط (٦) بن عبد النّور الزّواوي الحنفي ، الملقّب : زين الدّين ، سكن دمشق طويلا ، واشتغل عليه خلق كثير ، ثم سافر إلى مصر ، وتصدّر بالجامع العتيق (٧) بها لإقراء الأدب إلى أن توفّي
__________________
(١) في الأصل : موجز. انظر الألفية : ٢.
(٢) في الأصل : سرعة. انظر شرح المكودي : ١ / ١٥.
(٣) انظر اللسان : ٦ / ٤٣٥١ (نجز) ، تاج العروس (نجز) ، المصباح المنير : ٢ / ٥٩ (نجز) ، شرح المكودي : ١ / ١٥.
(٤) انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٧٤ ، إرشاد الطالب النبيل (٥ / ب) ، شرح دحلان : ١١٠ ، شرح المكودي : ١ / ٢١٨ ، إعراب الألفية للشيخ خالد : ٤ ، شرح المرادي : ٣ / ٣٢.
(٥) انظر شرح المكودي : ١ / ٢١٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٧٤ ، شرح دحلان : ١١٠ ، إعراب الألفية : ٤ ، شرح المرادي : ٣ / ٣٢ ، إرشاد الطالب النبيل (٥ / ب).
(٦) تقدمت مصادر ترجمته في ص ٢.
(٧) هو جامع عمرو بن العاص رضياللهعنه. انظر حاشية الصبان : ١ / ١٧.