المشبّهة وأفعل التّفضيل ، لأنّهما لا يعملان فيما قبلهما ، فلا يفسّران عاملا ، فنحو «أزيدا أنت ضاربه» كقولك : «أزيدا تضربه».
واحترز بـ «الوصف» ممّا (١) يعمل عمل الفعل ، وليس بوصف ، كاسم الفعل ، والمصدر ، وبقوله : «ذا عمل» من اسم الفاعل بمعنى الماضي ، فإنّه لا يعمل ، وبقوله : «إن لم يك مانع حصل» من اسم الفاعل ، العامل ، المقترن بـ «أل» الموصولة نحو «زيد أنا الضّاربه غدا».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وعلقة حاصلة بتابع |
|
كعلقة بنفس الاسم الواقع / |
يعني أنّ الشّاغل للعامل إذا كان أجنبيّا ، متبوعا بسببيّ (٢) ـ جرى مجرى السّببي (٣).
والمراد بـ «العلقة» : الضّمير العائد على الاسم السّابق.
والمراد بـ «التّابع» هنا : النّعت ، كقولك : زيدا ضربت رجلا يحبّه» أو عطف البيان ، كقولك : «زيدا ضربت رجلا أخاه» (٤) ، أو عطف النّسق ، كقولك : «زيدا ضربت عمرا وأخاه».
وإطلاقه في «التّابع» يوهم أنّ ذلك جائز في جميع التّوابع ، وليس كذلك ، بل هو مخصوص بما ذكر.
والمراد بـ «الواقع» : السّببيّ المعمول للمفسّر.
__________________
(١) في الأصل : ما. انظر شرح المكودي : ١ / ١٣٧.
(٢) المراد بـ «السببي» : التابع المتحمل لضمير الاسم السابق ، وهو «تحبه» في المثال الأول ، و «أخاه» في المثالين بعده. انظر حاشية ابن حمدون : ١ / ١٣٨.
(٣) قال ابن حمدون في حاشيته (١ / ١٣٨) : «أي : الذي لم يقع فيه فصل بين العامل والضمير إلا بالاسم الواقع شاغلا فقط نحو «زيدا ضربت أخاه» ، كما مرّ في قوله : «أو بإضافة» فلا يكون فيه تشبيه الشيء بنفسه كما قيل به في النظم». انتهى.
(٤) وفي شرح المكودي (١ / ١٣٨) : «زيدا ضربت عمرا أخاه». قال الملوي في حاشيته على المكودي (٦٧) : «يوجد في بعض النسخ : «... ضربت رجلا أخاه» وهو تصحيف شائع ، لأنه يشترط في عطف البيان التطابق في التعريف والتنكير ، فلا يصح أن يكون أحدهما معرفة والآخر نكرة». انتهى.