الثّالث : أن يتّحد مع الفعل المعلّل في الزّمان.
الرّابع : أن يتّحد فاعلهما.
وإليهما أشار بقوله :
وهو بما يعمل فيه متّحد |
|
وقتا وفاعلا ... |
فلو اختلف زمانهما لم ينصب ، كقولك : «أتيتك أمس لإكرامك (لي) (١) غدا» ، وكذا لو اختلف فاعلهما ، كقولك : أكرمتك لإكرامك لي».
فمثال ما استوفى الشّروط قولك (٢) / : «قمت إجلالا لك» ، وقوله : «جد شكرا».
وبقي عليه شروط ماهيّة المفعول له ، وقد ذكرها أبو البقاء في شرح اللّمع لابن جنّي ، فقال : «وللمفعول له شروط :
أحدها : أن يصلح في جواب «لم».
الثّاني : أن يصحّ جعله خبرا عن الفعل العامل فيه ، كقولك : «زرتك طمعا في برّك» أي : الّذي حملني على زيارتك الطّمع (٣) ، أو مبتدأ ، كقولك : «الطّمع حملني على زيارتي إيّاك».
الثّالث : أن يصحّ تقديره باللّام.
الرّابع : أن يكون العامل فيه من غير لفظه ، فلا يجوز أن يجعل «زيارة» في قولك : «زرتك زيارة» مفعولا له ، لأنّ المصدر هو الفعل في المعنى ، والشّيء لا يكون علّة لوجود نفسه. انتهى (٤).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٥٢.
(٢) في الأصل : وقولك. انظر شرح المكودي : ١ / ١٥٢.
(٣) في الأصل : أطمع. انظر التصريح : ١ / ٣٣٥.
(٤) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٣٣٥ ، إرشاد الطالب النبيل (١٨٤ / أ). وفي شرح اللمع لابن برهان (١ / ١٢٦) : وينبغي أن يكون العامل فيه فعلا من غير لفظه ، لأن الشيء لا يتوصل به إليه وإنما يتوصل به إلى غيره ، وينبغي أن يكون باللام نحو «جئت لإكرامك».
وفي توجيه اللمع قال ابن الخباز (١٤٣) : «ومن أحكامه أنه جواب لم» ، لأنه سؤال عن العلة ، يقول القائل : «كففت عن شتم زيد» ، فتقول له : لمه ، فيقول : خيفة شره».