و «أن» المصدريّة في قوله :
١١٠ ـ ... أكلّ النّاس أصبحت مانحا |
|
لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا |
وهي في هذه المواضع كلّها بمعنى : اللام.
ويطّرد جرّها لـ «أن» المصدريّة ، ولذلك أجازوا في نحو «جئتك كي تكرمني» أن تكون «كي» حرف جرّ ، و «أن» مقدّرة بعدها ، وأن تكون مصدريّة ، واللام مقدرة قبلها.
وأمّا «لعلّ» فإنّ الجرّ بها وارد في كلام العرب ، خلافا لمن أنكره (٢) ، كقوله :
١١١ ـ لعلّ الله فضّلكم علينا |
|
بشيء أنّ أمّكم شريم |
__________________
١١٠ ـ من الطويل ، لجميل بن معمر العذري من قصيدة له في ديوانه (٢٥) ، وتمامه ، فقالت :
أكلّ النّاس أصبحت مانحا |
|
لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا |
وقيل : هو لحسان بن ثابت (وليس في ديوانه). ويروى : «مائحا» ـ بالهمز ـ بدل «مانحا» ، والمائح الذي يملأ الدلو من أسفل البئر (اللسان ـ متح) ، ويروى : «ماتحا» بالتاء المثناة ، وهو من متح الماء من البئر إذا استقى منها. ويروى عجزه :
لسانك هذا كي تغرّ وتخدعا
و «مانحا» من المنح وهو الإعطاء ، يتعدى لمفعولين ، ومنح اللسان عبارة عن التلطف والتودد. والشاهد في قوله : «كيما أن» حيث جرت «كي» المصدر المنسبك من «أن» وما بعدها ، و «ما» زائدة ، وإظهار «أن» بعد «كي» ضرورة ، لأن «أن» بعد «كي» لا تظهر.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٨٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣ ، ٢٣٠ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٢٤٤ ، ٤ / ٣٧٩ ، شرح ابن يعيش : ٩ / ١٤ ، ١٦ ، الخزانة : ٨ / ٤٨١ ، شواهد المغني : ١ / ٥٠٨ ، أبيات المغني : ٤ / ١٥٧ ، شواهد الشذور : ٨٩ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٥ ، مغني اللبيب (رقم) : ٣٣٣ ، شذور الذهب : ٢٨٩ ، شواهد المفصل والمتوسط : ٢ / ٦٣٧ ، الهمع (رقم) : ١٠٠٦ ، شرح ابن الناظم : ٣٥٥ ، ٦٦٧ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٧٩ ، ٢ / ٢٠٤ ، جواهر الأدب : ٢٨٣ ، الجنى الداني : ٢٦٢ ، الضرائر : ٦٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٧٨٢ ، توجيه اللمع : ٣٠١.
(١) الجر بـ «لعل» لغة حكاها أبو عبيدة والأخفش والفراء وأبو زيد ، وقال : إنها لغة عقيل ، وقد أنكرها قوم منهم الفارسي ، وهم محجوجون بنقل هؤلاء.
انظر ارتشاف الضرب : ٢ / ١٥٥ ، ٤٦٩ ، الهمع : ٤ / ٢٠٧ ، مغني اللبيب : ٣٧٧ ، عمدة الحافظ لابن مالك : ١٦٧ ، نوادر أبي زيد : ٢١٨ ، أبيات المغني : ٥ / ١٦٦ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٠٤ ، التوطئة : ٢٣٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٧٨٣ ، الخزانة : ١٠ / ٤٢٦ ، شرح اللمحة لابن هشام : ٢ / ٢٤٦ ، النكت الحسان : ١١٠ ، الإفصاح : ١١١ ، المساعد على تسهيل الفوائد لابن عقيل : ٢ / ٢٩٤.
١١١ ـ من الوافر ، ولم أعثر على قائله. ويروى : «لعاء» بدل «لعل» ، وهي لغة في «لعل». الشريم : المرأة المفضاة التي صار مسلكاها واحدا ، أي : اختلط قبلها بدبرها حتى صارا مخرجا