وإن تكن شرطا ... |
|
... البيت |
يعني : أنّ «أيّا» إذا كانت شرطا أو استفهاما (١) ـ جاز أن تضاف إلى المعرفة والنّكرة (٢) ، نحو «أيّ رجل (تضرب) (٣) أضربه ، وأيّ الرّجال تكرم (٤) أكرمه ، وأيّ رجل عندك ، وأيّ الرّجال عندك».
ومعنى : «مطلقا» أي : مضافة (٥) إلى المعرفة والنّكرة ، ومعنى : «كمّل بها الكلام» (أي : الكلام) (٦) الّذي هي جزؤه ، لأنّها مع ما أضيفت (٧) إليه جزء / كلام.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وألزموا إضافة لدن فجر |
|
ونصب غدوة بها (٨) عنهم ندر |
«لدن» من الأسماء اللّازمة للإضافة لفظا ومعنى ، ومعناها :
قيل : بمعنى : «عند» (٩).
__________________
(١) في الأصل : واستفهاما. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٩.
(٢) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٩.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٩.
(٤) في الأصل : يكرم. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٩.
(٥) في الأصل : مضافا. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٠.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٠.
(٧) في الأصل : أضيف. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٠.
(٨) في الأصل : به. انظر الألفية : ٨٩.
(٩) فيكون اسما لمكان الحضور أو زمانه ، كما أن «عند» كذلك ، إلا أنها تفارق «عند» في ستة أمور :
أحدها : أنها ملازمة لمبدأ الغايات ، فمن ثم يتعاقبان في نحو «جئت من عنده ومن لدنه» ، وفي التنزيل (آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ،) بخلاف نحو «جلست عنده» ، فلا يجوز فيه «جلست لدنه» ، لعدم معنى الابتداء هنا.
الثاني : أن الغالب استعمالها مجرورة بـ «من».
الثالث : أنها مبنية إلا في لغة قيس ، وبلغتهم قرئ : «من لدنه» ـ بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون والهاء ووصلها بياء في الوصل ، وهي قراءة أبي بكر عن عاصم ـ.
الرابع : جواز إضافتها إلى الجمل ، كقوله :
لدن شبّ حتّى شاب سود الذّوائب
الخامس : جواز إفرادها قبل «غدوة» ، فنصبها : إما على التمييز أو على التشبيه بالمفعول به ، أو على إضمار كان واسمها ، وحكى الكوفيون رفع «غدوة» بعدها على إضمار «كان» تامة ، والجر القياس والغالب في الاستعمال.
السادس : أنها لا تقع إلا فضلة ، تقول : «السفر من عند البصرة» ، ولا تقول : «من لدن البصرة». قاله ابن هشام.
انظر أوضح المسالك لابن هشام : ١٤٧ ـ ١٤٨ ، مغني اللبيب : ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ، التصريح على