ونصبه :
قيل : على تشبيه «لدن» باسم الفاعل المنوّن (١).
وقيل : على إضمار «كان» النّاقصة (٢).
وقيل : على التّمييز (٣).
وقد سمّى (٤) بعض المتأخّرين تنوين «غدوة» مع «لدن» تنوين الفرق (٥).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ومع مع فيها قليل ونقل |
|
فتح وكسر لسكون يتّصل / |
من الأسماء اللّازمة للإضافة «مع» ، وهي اسم لموضع الاجتماع ، ملازمة للظّرفيّة ، وتفرد ، فيلزم نصبها على الحال ، نحو «جاء الزّيدان معا» أي : جميعا ، وقد حكي جرّها بـ «من» ، حكى سيبويه من قولهم : «ذهبت من معه» (٦).
__________________
(١) وذلك نحو «ضارب زيدا» ، فإن نون «لدن» تثبت تارة وتحذف أخرى كما في اسم الفاعل ، فعملت عمله ، بل قال أبو علي : النون في «لدن» زائدة ، وبه يتضح تشبيه «لدن» بـ «ضارب» منونا حتى نصبت بعدها «غدوة».
انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٤٧ ، شرح الرضي : ١ / ١٢٤ ، البهجة المرضية : ١٠٢ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٧٥ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ١٠٢ ، شرح دحلان : ١٠٣ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٦٦.
(٢) وإضمار اسمها أيضا وربقاء خبرها ، والأصل : «لدن كان الوقت غدوة» والذي دل على الوقت كلمة «لدن» قاله ابن مالك. وقال : هذا حسن لأن فيه إبقاء «لدن» على ما ثبت لها من الإضافة ، ويؤيده «من لد شولا» فالنصب على هذا ليس بـ «لدن» ، وإنما هو بـ «كان» المحذوفة ، فلا يصح عطفه على ما قبله بدون تقدير.
انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٤٧ ، البهجة المرضية : ١٠٢ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٧٥ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٣ ، شرح دحلان : ١٠٣.
(٣) وذلك لأن «لدن» في آخرها نون ساكنة وقبلها دال تفتح وتضم وتكسر كما هو مذكور في لغاتها ، وقد تحذف نونها فشابهت حركات الدال حركات الإعراب من جهة تبدلها ، وشابهت النون التنوين من جهة جواز حذفها ، فصارت «لدن غدوة» في اللفظ كـ «راقود خلا» فنصب «غدوة» على التمييز بـ «لدن» كنصب «خلا» بـ «راقود».
انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠١ ، شرح الرضي : ١ / ١٢٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٤٧ ، مغني اللبيب : ٢٠٨ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ١٠٢ ، البهجة المرضية : ١٠٢ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٧٥ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٣ ، الهمع : ٣ / ٢١٨ ، شرح دحلان : ١٠٣ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٦٦.
(٤) في الأصل : يسمى. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠١.
(٥) انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠١.
(٦) انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠١ ، مغني اللبيب : ٤٣٩ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٤٨.