وقوله : «ومع فيها قليل» يعني : أنّ فيها لغتين : فتح العين وسكونها ، ولغة السّكون قليلة (١).
وقوله : «ونقل فتح وكسر» يعني : في لغة السّكون إذا التقت العين السّاكنة مع ساكن بعدها ـ وجب تحريكها إمّا بالفتح أو بالكسر ، فمن حرّكها بالفتح فللتّخفيف (٢) ، ومن حرّكها بالكسرة فعلى أصل التقاء السّاكنين.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
واضمم بناء غيرا (٣) إن عدمت ما |
|
له أضيف ناويا ما عدما |
«غير» من الأسماء اللّازمة للإضافة ، وقد تخلو عنها لفظا ، وذلك مفهوم من قوله : «إن عدمت ما له أضيف» ، يعني : إن عدمته في اللّفظ.
وقوله : «ناويا (ما) (٤) عدما» يعني : أنّ المضاف إليه يكون محذوفا لفظا ومنويّا معنى ، وفهم منه : أنّه إن لم يعدم المضاف إليه ـ لم يبن على الضّمّ ، وأنّه إن حذف ، ولم ينو ـ لم يبن أيضا على الضّمّ.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
قبل كغير بعد حسب أوّل |
|
ودون والجهات أيضا وعل / |
لمّا تقدّم حكم «غير» ، وهو (٥) أنّها تبنى على الضّمّ إذا قطعت عن الإضافة ، ونوي المضاف إليه ـ ألحق بـ «غير» في ذلك الحكم «قبل» (٦) وما بعده.
فـ «قبل (٧) ، وبعد» ، نحو قوله عزوجل : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ، وَمِنْ بَعْدُ) [الروم : ٤].
__________________
وفي الكتاب (١ / ٢٠٩) : «ذهب من معه» ، وانظر ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٦٧ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٧٦ ، وانظر الهمع : ٣ / ٢٢٧.
(١) وذهب سيبويه إلى أن تسكين العين ضرورة ، وليس كذلك ، بل هي لغة ربيعة وغنم ، فإنها مبنية عندهم على السكون. وزعم أبو جعفر النحاس : أن الإجماع منعقد على حرفيتها إذا كانت ساكنة ، قال المرادي : وليس بصحيح ، بل الصحيح أنها باقية على اسميتها».
انظر مغني اللبيب : ٤٣٩ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٧٦ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٦٥ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٦٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٤٨ ، الهمع : ٣ / ٢٢٧.
(٢) في الأصل : فالتحقيق. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠١.
(٣) في الأصل : غير. انظر الألفية : ٩٠.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر الألفية : ٩٠.
(٥) في الأصل : وهي. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٢.
(٦) في الأصل : قيل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٢.
(٧) في الأصل : فقيل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٢.