و «حسب» ، كقولك : «ما عندي غير درهم حسب».
و «أوّل» ، نحو «ابدأ بهذا من أوّل» (١).
و «دون» ، نحو «من دون» (٢).
و «الجهات» ، يعني : الجهات السّتّ ، وهي : «يمين ، وشمال ، وفوق ، وتحت ، ووراء ، وأمام». تقول : «جئتك من تحت ، ومن فوق ، وعن يمين ، وشمال» ، فهذه كلّها تبنى على الضّمّ كـ «غير» (٣) ، إذا عدم ما أضيف إليه ، ونوي معناه دون لفظه.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وأعربوا نصبا إذا ما نكّرا |
|
قبلا وما من بعده قد ذكرا |
هذا تصريح بما فهم من قوله : «ناويا ما عدما» ، فإنّه إن لم ينو لم يبن على الضّمّ فلم يبق إلّا الإعراب ، وهو الأصل ، إلّا أنّ قوله : «نصبا» يوهم أنّه لا يعرب ـ حال قطعه عن الإضافة ـ إلّا بالنّصب ، وليس كذلك ، بل يعرب بالنّصب إن كان ظرفا ، كقوله :
١٤٠ ـ فساغ لي الشّراب وكنت قبلا |
|
أكاد أغصّ بالماء الزّلال |
__________________
(١) حكاه الفارسي بضم اللام وفتحها وكسرها ، وقد تقدم الكلام عليه ص ٨٦.
(٢) وتقول : «سرت مع القوم ودون» أي : ودونهم. انظر شرح الأشموني : ٢ / ٢٦٨ ، شرح دحلان : ١٠٤.
(٣) في الأصل : لغير. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٢.
١٤٠ ـ من الوافر وقد اختلف في نسبته لقائله ، فنسبه العيني لعبد الله بن يعرب بن عبادة بن البكاء ، وقال : «وكان له ثأر فأدركه فأنشده». ونسبه البغدادي ليزيد بن الصعق آخر أبيات خمسة له ، وقبله :
فنمت اللّيل إذ أوقعت فيكم |
|
قبائل عامر وبني تميم |
وروي : «بالماء الحميم» بدل «بالماء الزلال» والحميم : البارد (وهو من الأضداد يطلق على الحار أيضا) ، ويروى أيضا : «بالماء الفرات» و «بالماء المعين» بدل «بالماء الزلال». وفي الخزانة : أن الصواب في روايته «وساغ» بدل «فساغ» لأنه معطوف على «فنمت» في البيت الذي قبله. والماء الزلال : العذب الصافي. والشاهد في قوله : «قبلا» فإنه حذف منه المضاف إليه ولم ينوه ، فلذلك أعربه ونون.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٢٠٢ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٤٣٥ ، الخزانة : ١ / ٤٢٦ ، ٦ / ٥١٠ ، شواهد الفيومي : ٣٦ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٧٦ ، شواهد الجرجاوي : ١٦٦ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٨٨ ، شذور الذهب : ١٠٤ ، شرح ابن الناظم : ٤٠١ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، شواهد المفصل والمتوسط : ١ / ٣٣٥ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٧٨ ، المقتصد : ١ / ١٥١ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٦ ، الهمع : ٢ / ٢١٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٥٠ ، تاج علوم الأدب : ١ / ٢٢٢ ، شرح دحلان : ١٠٤ ، كاشف الخصاصة : ١٨٢ ، شرح