وهذا معنى قوله : «أو ظرفا» (١) ، وفهم منه جواز الفصل بالمجرور ، إذ الظّرف والمجرور من (واد) (٢) واحد ، ومن ذلك قوله :
١٤٤ ـ لأنت معتاد في الهيجا (٤) مصابرة |
|
... |
ففصل بين «معتاد» و «مصابرة» بقوله : «في الهيجا».
النّوع الثّالث : الفصل بالقسم ، ومنه ما حكى الكسائيّ : «هذا غلام والله زيد» (٥) ، ففصل بين «غلام» ، و «زيد» بالقسم ، وهذا معنى قوله : «ولم يعب فصل يمين».
ثمّ أشار إلى القسم الثّاني بقوله :
... واضطرارا ... |
|
... إلى آخره |
فجعل للاضطرار ثلاثة أنواع :
الأوّل : أن يكون الفاصل أجنبيا ، يعني : أجنبيا من المضاف ، كقوله :
__________________
(١) في الأصل : أو ظرف. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٥.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٥.
١٤٤ ـ من البسيط ، ولم أعثر على قائله ، وعجزه :
يصلى بها كلّ من عاداك نيرانا
الهيجا : الحرب. يصلى : من قولهم : «صليت الرجل نارا» إذا أدخلته فيها. والمعنى : أن عادتك الصبر في الحرب فبسببها تدخل أعداءك نارها. والشاهد فيه واضح كما ذكره المؤلف.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٢٠٥ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٤٨٥ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٨٦ ، الدرة المضية (رسالة ماجستير) : ٢٦٣ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٣٣.
(٣) في الأصل : الهجا. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٥.
(٤) وسمع أبو عبيدة : «إن الشاة لتجتر فتسمع صوت ـ والله ـ ربها». وحكى ابن الأنباري : «هذا غلام ـ إن شاء الله ـ ابن أخيك» بجر «ابن» بإضافة الغلام إليه والفصل بينهما بالشرط ، وهو «إن شاء الله». وزاد ابن مالك الفصل بـ «أما» ، كقول تأبط شرا :
هما خطّتا إمّا إسار ومنّة |
|
وإمّا دم والقتل بالحرّ أجدر |
في رواية الجر.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٩٩٣ ـ ٩٩٤ ، شرح المكودي : ١ / ٢٠٥ ، الإنصاف : ٢ / ٤٣٥ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٣٥ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٧٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٥٨ ، شرح الرضي : ١ / ٢٩٣ ، ابن عقيل مع الخضري : ٢ / ١٩ ، الهمع : ٤ / ٢٩٥ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٨٨.