يعني أنّ الفعل الماضي يمتاز عن المضارع والأمر بصلاحيته لـ «التّاء» ، و «أل» في «التا» للعهد الذّكريّ ، وشملت التاءين المذكورتين (١) ، وهما : تاء ضمير الفاعل ، كـ «تبارك ، وعسى ، وليس» ، تقول : «تباركت يا الله ، وعسيت أنا» وتاء التأنيث الساكنة / كـ «نعم ، وبئس ، وعسى ، وليس» ، تقول : «نعمت وبئست ، وعست ، وليست».
ومتى دلّت كلمة على معنى الفعل الماضي ، ولم تقبل إحدى التاءين فهي اسم فعل كـ «هيهات» بمعنى : بعد.
ثم قال :
.. وسم |
|
بالنّون فعل الأمر إن أمر فهم |
يعني : أنّ فعل الأمر يمتاز بشيئين :
ـ صلاحيّته لنون التوكيد ، وهي معنى قوله : «وسم بالنّون» أي : علّم.
ـ وإفهام الأمر ، وهو معنى قوله : «إن أمر فهم».
و «أل» في «النّون» للعهد الذكريّ ، وهو نون التوكيد المتقدمة.
ثمّ قال :
والأمر إن لم يك للنّون محل |
|
فيه هو اسم نحو صه وحيّهل |
يعني : أنّ اللفظ إذا أفهم الأمر ، ولم يكن صالحا لنون التوكيد فهو اسم فعل ، ولذلك مثّله بـ «صه» ومعناه : اسكت ، و «حيّهل» ومعناه : أقبل ، وإن قبلت (٢) كلمة نون التوكيد ، ولم تدلّ على الأمر فهي فعل مضارع نحو : (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً) [يوسف : ٣٢] ، أو فعل تعجّب نحو : «أحسنن (٣) بزيد» فإنّه ليس أمرا (٤) على الأصحّ ، بل على صورة فعل الأمر (٥).
__________________
(١) في الأصل : المذكرتين. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٤.
(٢) في الأصل : أقبلت. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٤٥.
(٣) في الأصل : أحسن. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٤٥.
(٤) في الأصل : أمر. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٤٥.
(٥) هذا ما ذهب إليه البصريون ، وقال الفراء والزجاج والزمخشري وابنا كيسان وخروف : لفظه ومعناه الأمر. وإن دلت كلمة على الأمر ولم تقبل النون المذكورة فهي اسم : إما لمصدر نحو :
صبرا بني عبد الدّار
بمعنى : اصبروا ، أو اسم لفعل ، كـ «نزال ودراك» ، أو هي حرف نحو «كلا» بمعنى : انته.
انظر : التصريح على التوضيح : ١ / ٤٥ ، ٢ / ٨٨ ، شرح المرادي : ٣ / ٥٧ ، شرح الرضي : ٢ / ٣١٠ ، شرح الأشموني : ١ / ٤٥ ، ٣ / ١٩ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ١٤٧ ، الهمع : ١ / ١٦ ، ٥ / ٥٨ ، تاج علوم الأدب : ٣ / ٨٥٢.