ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وبدل المضمّن الهمز يلي |
|
همزا كمن ذا أسعيد أم علي |
إذا أبدل اسم من اسم متضمّن معنى حرف الاستفهام (١) ـ أو كأسمائه (٢) ـ ذكرت همزة الاستفهام مع البدل ، نحو «من ذا ، أسعيد (أم علي) (٣) ، و «كم مالك أعشرون أم ثلاثون» ، و «أيّهم عندك ، أزيد أم عمرو» والبدل في ذلك كلّه من اسم الاستفهام.
ويساويه في هذا الحكم المبدل من اسم الشّرط ، فيعاد معه حرف الشّرط ، نحو «من يقم ، إن زيد وإن عمرو ـ أقم معه» ، و «ما صنع ، إن خيرا ، وإن شرّا ـ (يجز به) (٤)».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ويبدل الفعل من الفعل كمن |
|
يصل إلينا يستعن بنا يعن / |
لا يقع الفعل تابعا إلّا في عطف النّسق وفي التّوكيد اللّفظيّ ـ كما مرّ ـ وفي البدل ، كـ «من (٥) يصل إلينا يستعن (٦) بنا» ، فإنّ «يستعن» (٧) ، بدل من «يصل» ، ومثله قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [الفرقان : ٦٨ ـ ٦٩].
ويقع البدل في الجملة (٨) أيضا ، وأكثر ما تبدل (٩) من جملة مثلها ، نحو (أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ)(١٠) [الشعراء : ١٣٢ ـ ١٣٣].
__________________
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٦٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٣٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٢٨٣ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ١٩٣ ، شرح ابن الناظم : ٥٦٠ ، كاشفة الخصاصة : ٢٥٢ ، أوضح المسالك : ١٩٧ ، التحفة المكية (رسالة ماجستير) : ٢٣٩.
(١) وهو الهمزة. انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٦٣.
(٢) أي : كأسماء الاستفهام.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ٢ / ١٦٣.
(٥) في الأصل : لمن.
(٦) في الأصل : يستعين.
(٧) في الأصل : سبقن.
(٨) في الأصل : الجمل.
(٩) في الأصل : يبدل.
(١٠) وجوز ابن جني والزمخشري وابن مالك إبدال الجملة من المفرد ، نحو :
إلى الله أشكو بالمدينة حاجة |
|
وبالشّام أخرى كيف يلتقيان |
فأبدل جملة «كيف يلتقيان» من «حاجة وأخرى» ، وهما مفردان ، كأنه قال : أشكو هاتين الحاجتين.
انظر شرح المرادي : ٣ / ٢٦٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٦٢ ، الهمع : ٥ / ٢٢١ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦٢٦.