لتعذّر مباشرة حرف النّداء له ، ولذلك كان وصف «أيّ» به لازما ، بخلاف : «يا زيد الظّريف».
وما حكاه الزّجّاج في كتاب المعاني عن بعضهم : من إجازة نصبه (١) غلط.
ولا توصف «أيّ» في النّداء ، إلّا بمتلبّس بـ «أل» الجنسيّة ـ كما تقدّم ـ ، أو بموصول مقترن بـ «أل» ، نحو (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) [البقرة : ١٠٤] ، أو باسم إشارة ، نحو :
١٩٩ ـ ألا أيّهذا الزّاجري أحضر الوغى |
|
... |
__________________
(١) قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه (١ / ٩٨): «والمازني يجيز في «يا أيها الرجل» النصب في «الرجل» ، ولم يقل بهذا القول أحد من البصريين غيره ، وهو قياس ، لأن موضع المفرد المنادى نصب ، فحملت صفته على موضعه ، وهذا في غير «يا أيها الرجل» جائز عند جميع النحويين ، نحو قولك : «يا زيد الظريف والظريف» ، والنحويون لا يقولون إلا «يا أيها الرجل» ، «يا أيها الناس» ، والعرب لغتها في هذا الرفع ، ولم يرد عنها غيره». انتهى.
وانظر إعراب النحاس : ١ / ١٩٧ ، شرح المرادي : ٣ / ٢٩٨. ونسب ابن مالك في شرح الكافية (٣ / ١٣١٨) جواز النصب إلى المازني والزجاج ، فعقب المرادي على ذلك بقوله (٣ / ٢٩٩): «ونسبته إلى الزجاج مستبعدة». انتهى. وانظر شرح الأشموني مع الصبان : ٣ / ١٥٠ ـ ١٥١.
١٩٩ ـ من الطويل لطرفة بن العبد من معلقته المشهورة في القصائد السبع (١٩٢) ، والقصائد العشر (١٣٢) ، وعجزه :
وأن أشهد اللّذات هل أنت مخلدي
ويروى : «ألا أيها» بدل «ألا أيهذا» ، ويروى : «اللائمي» بدل «الزاجري» ، ويروى : «أشهد» بدل «أحضر» ، ويروى :
ألا أيّها اللّاحيّ أن أحضر الوغى
اللاحي : اللائم. الزاجر : الناهي. الوغى : الحرب. والمعنى : هو يلومني أن أحضر الوغى ، وأن أنفق مالي في الخمر وغيرها ، وما هو بمخلدي. والشاهد في قوله : «ألا أيهذا الزاجري» حيث وصف المنادى فيه باسم الإشارة ، وفيه أيضا أن اسم الإشارة جاء موصوفا بما فيه الألف واللام وذلك كثير.
انظر الكتاب : ١ / ٤٥٢ ، المطالع السعيدة : ٢٨٤ ، شواهد ابن السيرافي : ٢ / ٤٩ ، شذور الذهب : ١٥٣ ، شواهد الفيومي : ٥٤ ، اللسان : (أنن ، دنا) ، المسائل العسكرية : ٢٠٢ ، سر الصناعة : ١ / ٢٨٥ ، الإنصاف : ٥٦٠ ، مغني اللبيب (رقم) : ٧١١ ، ١٠٨٨ ، أبيات المغني : ٦ / ١٨١ ، المحتسب : ٢ / ٣٣٨ ، شرح المرزوقي : ٢ / ٤٩٤ ، ٩٦٨ ، معاني الفراء : ٣ / ٢٦٥ ، الخزانة : ١ / ١١٩ ، ٤٦٣ ، ٨ / ٥٠٧ ، ٥٧٩ ، ٥٨٠ ، ٥٨٥ ، شواهد السيوطي : ٢ / ٨٠٠ ، شواهد ابن النحاس : ٢٩٥ ، توجيه اللمع : ١٣١ ، أمالي السهيلي : ٨٣ ، التوطئة : ١٤٥ ، شرح الألفية للشاطبي (رسالة دكتوراه) : ٢ / ٤٩٧.