وأكثر ما يكون ذلك إذا كان اسم الإشارة موصوفا بما فيه الألف / واللّام ـ كما مثّل ـ ، ووقوعه دونه قليل ، كقوله :
٢٠٠ ـ ألا (٢) أيّهذان (٣) كلا زادكما |
|
... |
ثمّ قال :
وذو إشارة كأيّ في الصّفه |
|
إن كان تركها يفيت المعرفه |
إذا وقع اسم الإشارة بعد حرف النّداء ، فإن كان المقصود بالنّداء صفته ، بحيث إذا تركت فات العلم بتعيينه (٤) ، كقولك للقائم بين جلوس : «يا هذا القائم» ، فإنّ صفته كصفة «أيّ» (في) (٥) اللّزوم (٦) وفي تعيّن الرّفع.
أما إذا كان اسم الإشارة هو المقصود بالنّداء (٧) ، لكونه متعيّنا ، وإنّما أجري الوصف عليه مدحا أو ذمّا ، نحو «يا هذا الكريم ، ويا هذا الخبيث» ، فحكمها (٨) حكم غيرها من الصّفات في عدم اللّزوم ، وفي جواز النّصب.
__________________
٢٠٠ ـ من الرمل ، ولم أعثر على قائله ، وعجزه :
ودعاني واغلا فيمن يغل
ويروى : «زاديكما» بدل «زادكما» ، ويروى : «وذراني» بدل «ودعاني» ، ويروى : «وغل» بدل «يغل». دعاني : اتركاني. الواغل : الداخل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير دعاء ، وهو المعروف بالطفيلي. والشاهد في قوله : «أيهذان» حيث وصف المنادى فيه باسم الإشارة ، واسم الإشارة غير موصوف بما فيه الألف واللام ، وذلك قليل.
انظر شرح الأشموني : ٣ / ١٥٣ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٢٣٩ ، مجالس ثعلب : ١ / ٤٢ ، شذور الذهب : ١٥٤ ، الهمع (رقم) : ٦٨٥ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٥٢ ، شواهد الشذور : ٥٤ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ٤٠ ، شرح المرادي : ٣ / ٢٩٧ ، ٢٩٩ ، المطالع السعيدة : ٢٨٣ ، شرح الشاطبي للألفية (رسالة دكتوراه) : ٢ / ٤٩٧.
(١) هكذا في الأصل بزيادة «ألا» على الوزن ، وهي زيادة لو صحت فيكون في البيت علة من العلل الجارية مجرى الزحاف ، وهي الخزم : وهو زيادة حرف إلى أربعة أحرف في صدر الشطر الأول من البيت وهو قبيح وغير مختص ببحر. وفي الدرر اللوامع : «يا أيهذان» بزيادة حرفين على وزن البيت ، والقول فيها كالقول في سابقتها. وقد انفرد هذان الكتابان من بين ما رجعت إليه من مصادر بإثبات هذه العلة.
انظر أهدى سبيل إلى علمي الخليل لمحمود مصطفى : ٣٢ ، معجم النحو والصرف والعروض والقافية : ١٢٢.
(٢) في الأصل : أيهاذاان. انظر المراجع المتقدمة في توثيق البيت.
(٣) في الأصل : بتيعثه.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٥) في الأصل : لزوم.
(٦) في الأصل : في النداء.
(٧) في الأصل : فحكمهما. فحكمها : أي : حكم الصفة.