إذا نودي «الأب أو الأمّ» المضافين إلى ياء المتكلّم ، ففيهما من اللّغات السّتّ ما سبق في غيرهما من الصّحيح المضاف إلى الياء ، ويزيدان على ذلك بجواز تعويض تاء التّأنيث من ياء المتكلّم ، ثمّ الأشهر كسرها (١) ، كما قرأ به الأكثرون في (يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ) [يوسف : ٤] ، وبعض العرب يفتحها (٢) ، وبه قرأها ابن عامر (٣) ، وبعضهم يضمّ التاء معاملة له معاملة المستقلّ (٤) ، كـ «ثبة» (٥) ، وبه قرئ شاذّا (٦).
__________________
(١) وذلك لأن الكسر عوض من الكسر الذي كان يستحقه قبل ياء المتكلم ، وزال حين جاءت التاء ، إذ لا يكون ما قبل التاء إلا مفتوحا.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٧٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٥٨ ، شرح الرضي : ١ / ١٤٨ ، الهمع : ٤ / ٣٠٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٢٧.
(٢) في الأصل : يفتحهما. وهو الأقيس ، لأن التاء بدل من ياء حركتها الفتح ، فتحريكها بحركة أصلها هو الأصل في القياس. وقيل : لأن الأصل : «يا أبتا».
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٧٨ ، شرح الرضي : ١ / ١٤٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٥٨ ، الهمع : ٤ / ٣٠٢.
(٣) وأبو جعفر أيضا في جميع القرآن ، وقرأها الباقون بالكسر. انظر المبسوط في القراءات العشر : ٢٤٤ ، حجة القراءات : ٣٥٣ ، إتحاف فضلاء البشر : ٢٦٢ ، النشر في القراءات العشر : ٢ / ٢٩٣ ، إملاء ما من به الرحمن : ٢ / ٧٨ ، إعراب النحاس : ٢ / ٣١٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٧٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٥٨.
(٤) في الأصل : المستقبل.
(٥) حكى سيبويه عن الخليل أنه سمع من العرب من يقول : «يا أمت لا تفعلي» بالضم. وقد أجازه الفراء وأبو جعفر النحاس ، ومنعه الزجاج.
انظر الكتاب : ١ / ٣١٧ ، معاني الفراء : ٢ / ٣٢ ، إعراب النحاس : ٢ / ٣١٠ ، ٣١٢ ، شرح المرادي : ٣ / ٣١٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٧٨ ، شرح الرضي : ١ / ١٤٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٥٨ ، والهمع : ٤ / ٣٠٢.
(٦) انظر تفسير أبي السعود : ٤ / ٢٥١ ، الكشاف : ٢ / ٣٠١ ، ٣٠٢ ، إعراب النحاس : ٢ / ٣١٠ ، معاني الفراء : ٢ / ٣٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٧٨.