وقائل وا عبد يا وا عبدا |
|
من في النّدا اليا ذا سكون أبدى / |
إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلّم على لغة من أقرّ (١) الياء فيه ساكنة ، فقال : «يا عبدي» ـ جاز حذف يائه ، لملاقاتها ساكنة لألف الندبة ، فيقال : «وا عبدا» ، وهو اختيار المبرّد (٢) ، وجاز تحريكها بالفتح لمجانسة الألف ، فيقال : «وا عبديا» وهو اختيار سيبويه (٣) ، ويتعيّن الأوّل على لغة من قلب الياء ألفا أو حذفها واجتزأ عنها بالفتحة أو الكسرة (٤) ، أو عاملها معاملة المفرد ، ويتعيّن الثّاني على لغة من أقرّ الياء وحرّكها بالفتح (٥).
__________________
وقد تقدم الكلام عليه في صفحة : ١٣٧ / ٢. والاستشهاد فيه على أن المندوب إذا وقفت عليه يجوز لك أن تقف عليه بالهاء ، لخفاء الألف التي في آخره ، ولك تركها كما في قول الشاعر هنا «يا عمرا».
(١) في الأصل : قرأ.
(٢) انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٤٩ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٨٣ ، شرح المرادي : ٤ / ٣١ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٧١ ، شرح الرضي : ١ / ١٥٧ ، وفي المقتضب (٤ / ٢٧٠) نرى المبرد أجاز ما ذهب إليه سيبويه وأجاز وجها آخر وهو حذف الياء ، حيث قال : «ومن رأى أن يثبت الياء ساكنة فيقول : «يا غلامي أقبل» فهو فيها بالخيار إن شاء قال : «وا غلامياه» فحرك لالتقاء الساكنين ، وأثبت الياء لأنها علامة ، وكانت فتحتها هاهنا مستخفة كفتحة الياء في القاضي ونحوه للنصب ، وإن شاء حذفها لالتقاء الساكنين ، كما تقول : «جاء غلام العاقل». ومن رأى أن يثبتها متحركة قال : «وا غلامياه» ليس غيره». انتهى.
(٣) انظر الكتاب : ١ / ٣٢١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٨٣ ، شرح المرادي : ٤ / ٣١ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٧١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٤٩.
(٤) في الأصل : والكسرة.
(٥) انظر الأشموني : ٣ / ١٧١.