تسعيانّ» ، وإن رفع الواو والياء ـ حذفت (١) ألفه وحرّك كلّ واحد من الواو والياء بما يجانسه ، فتحرّك الياء بالكسر ، نحو «اخشينّ يا هند» (٢) ، والواو بالضّمّ نحو «يا قوم اخشونّ» ، ويقاس على ذلك جميع الأفعال المعتلّة بالألف.
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
ولم تقع خفيفة بعد الألف |
|
لكن شديدة وكسرها ألف |
أخذ في بيان الأحكام المختصّة بالنّون الخفيفة وهي أربعة :
أوّلها هذا : وهو عدم وقوعها بعد ألف ، وإنّما تقع بعدها الثّقيلة ، ثمّ المانع من وقوع الخفيفة بعد الألف هو (٣) الفرار من التقاء السّاكنين ، فلو كان بعدها ما تدغم فيه : ففي كونه مسوّغا لوقوعها بعد الألف قولان (٤).
والحقّ ما ذهب إليه يونس ، من جواز وقوعها بعد الألف مطلقا (٥) ، ثمّ تكسر لالتقاء السّاكنين (٦) ، ـ لا كما قال أبو عليّ : إنّها تقرّ على سكونها (٧) ـ ،
__________________
(١) في الأصل : حذف. فإنه قال قبل : «قلبت ألفه».
(٢) وأجاز الكوفيون حذف الياء المفتوح ما قبلها ، نحو «اخشين» ، فتقول : «اخشن يا هند» ، وحكى الفراء أنها لغة طيء.
انظر شرح المرادي : ٤ / ١١١ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٢٣ ، الهمع : ٤ / ٤٠٣ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٠٨.
(٣) في الأصل : و.
(٤) قال المرادي : «فإن قلت إذا كان بعدها ما تدغم فيه ، فهل يجوز لحاقها على مذهب البصريين ، لزوال المانع ، نحو «أضربان نعمان»؟. قلت : قال الشيخ أبو حيان : نص بعضهم على المنع ، ويمكن أن يقال : يجوز». انتهى. وقد صرح سيبويه بمنع ذلك.
انظر شرح المرادي : ٤ / ١١٢ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٠٨ ، الكتاب : ٢ / ١٥٦ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٢٤ ، حاشية الخضري : ٢ / ٩٥.
(٥) وهو مذهب الكوفيين. وذلك خلافا لسيبويه والبصريين حيث قالوا بالمنع.
انظر الكتاب : ٢ / ١٥٥ ، ١٥٦ ، ١٥٧ ، شرح ابن يعيش : ٩ / ٣٨ ، الإيضاح لابن الحاجب : ٢ / ٢٨٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٤١٧ ، ١٤١٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٠٧ ، الإنصاف : ٢ / ٦٥٠ ، الجنى الداني : ١٤٣ ، شرح المرادي : ٤ / ١١١ ، البهجة المرضية : ١٤٤ ، شرح الهواري (١٦١ / أ) ، شرح ابن الناظم : ٦٢٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٠٥ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٣٣٦ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٢٤ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٠٨ ، المقتصد للجرجاني : ٢ / ١١٣٤.
(٦) انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٤١٧ ـ ١٤١٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٠٧ ، شرح المرادي : ٤ / ١١١ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٢٤ ، شرح الهواري (١٦١ / أ).
(٧) قال الأزهري : «ثم صرح الفارسي في كتابه الحجة بأن يونس يبقي النون ساكنة ، ونظير ذلك قراءة نافع محياي بسكون الياء وصلا». انتهى.