ومنه (١) قراءة بعضهم : فدمرانهم تدميرا (٢) [الفرقان : ٣٦].
ثمّ قال :
وألفا زد قبلها مؤكّدا |
|
فعلا إلى نون الإناث أسندا |
هذا الحكم الثّاني من أحكام الخفيفة ، وهو أنّه لا يؤكّد بها الفعل المسند إلى نون الإناث لأنّه إذا أكّد بالنّون الثّقيلة لزم أن يفصل بينها (٣) وبين نون الإناث بألف ، فيقال : «هما يضربنانّ» (٤) كراهيّة لتوالي النّونات ، والخفيفة لا تقع بعد الألف.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
واحذف خفيفة لساكن ردف |
|
وبعد غير فتحة إذا تقف |
واردد إذا حذفتها في الوقف ما |
|
من أجلها في الوصل كان عدما (٥) |
وأبدلنها بعد فتح ألفا |
|
وقفا كما تقول في قفن قفا / |
هذان الثّالث والرّابع من الأحكام المختصّة بالخفيفة.
فالثّالث : أنّها تحذف لملاقاتها السّاكن بعد ، كقوله :
(٦) ـ لا تهين الفقير علّك أن |
|
تركع يوما والدّهر قد رفعه |
__________________
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٠٧ ، المقتصد للجرجاني : ٢ / ١٣٤ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٠٥ ، الأشموني مع الصبان : ٣ / ٢٢٤.
(١) أي : مما ذهب إليه يونس.
(٢) والقراءة المشهورة : (فَدَمَّرْناهُمْ.) و «فدمّرانهم» بالنون الخفيفة مكسورة بعد الألف قراءة حكاها ابن جني ، وفي القراءات الشاذة أنها قراءة علي بن أبي طالب رضياللهعنه.
انظر القراءات الشاذة : ١٠٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٤١٨ ، الهمع : ٤ / ٤٠٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٠٧ ، شرح المرادي : ٤ / ١١١ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٢٤.
وانظر المحتسب لابن جني : ٢ / ١١٢.
(٣) في الأصل : بينهما.
(٤) في الأصل : يضربان. راجع الأشموني : ٣ / ٢٢٤.
(٥) في الأصل : علما. انظر الألفية : ١٤٠.
٢٢٧ ـ من المنسرح ، للأضبط بن قريع السعدي ، من أبيات له في أمالي القالي (١ / ١٠٨) ، وقبله :
وصل حبال البعيد إن وصل ال |
|
حبل ، وأقص القريب إن قطعه |
ويروى : «ولا تعاد» بدل «لا تهين» ، ويروى : «الكريم» بدل «الفقير». الهوان : الذل. علّ : لغة في «لعل» وهي هنا بمعنى : عسى. الركوع : الانحناء ، وأراد به الانحطاط من المرتبة والسقوط في المنزلة. والشاهد فيه حذف النون الخفيفة من «تهين» لالتقائها ساكنة مع لام قوله : «الفقير» الساكنة ، وأصله : تهينن.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٤١٩ ، توجيه اللمع : ٤٦٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٢٥ ،