أصله : تهينن.
والرّابع : أنّها تعامل بما يعامل التّنوين ، فتقف بحذفها إن وقعت بعد غير فتحة من كسر أو ضمّ ، ولا يتصوّر ذلك إلّا في الفعل المسند إلى الواو والياء ـ كما سبق ـ وحينئذ فلا يبقى آخر الفعل على حاله معها ، لكن يجب أن يردّ إليه ما كان قد حذف من أجلها للوصل ، فتقول في نحو «القوم يكرمن أضيافهم ، وأنت تكرمن بعلك» إذا وقفت (١) على الفعل : «يكرموا ، وتكرمي» بحذف النّون لشبهها بالتّنوين ، وردّ الواو والياء ، لزوال ما حذفا من أجله من ملاقاة السّاكن بعدهما.
وإن كانت النّون بعد فتحة ، نحو لنسفعن [العلق : ١٥] ، وقفت عليها بإبدالها ألفا ، كما يفعل ذلك بالتّنوين الواقع بعد فتحة ، فتقول على هذا في «قفن يا زيد» ، إذا وقفت : «قفا» ، ومنه قوله :
٢٢٨ ـ ... |
|
ولا (٣) تعبد الشّيطان والله فاعبدا |
__________________
(١) في الأصل : وقعت.
٢٢٨ ـ من الطويل للأعشى ميمون بن قيس ، من قصيدة له قالها يمدح النبي صلىاللهعليهوسلم حين أراد الإسلام وتوجه إليه ، فردته قريش ، ثم أدركه الموت قبل لقائه ، وصدره (كما يرويه النحويون) :
وإيّاك والميتات لا تقربنّها
وعليه يكون البيت مركبا من بيتين كما في ديوان شعره (١٠٣) ، وهما :
فإيّاك والميتات لا تأكلنّها |
|
ولا تأخذن سهما حديدا لتفصدا |
وذا النصب المنصوب لا تنسكنّه |
|
ولا تعبد الشّيطان والله فاعبدا |
قوله : «وإياك والميتات» : أي : اتق الميتات ، وهي جمع ميتة ، وهي التي ماتت حتف أنفها أو ذبحت بغير التسمية. قوله : «ولا تعبد الشيطان» أي : لا تطعه لأن معنى العبادة الطاعة.
والشاهد فيه إبدال النون الخفيفة ألفا للوقف في «فاعبدا» إذ أصله «فاعبدن».
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٤٠٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٠٨ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٤٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٢٦ ، الكتاب مع الأعلم : ٢ / ١٤٩ ، شواهد ابن