وفهم من قوله : «استحسن» أنّ ذلك موجود في اسم الفاعل ، إلّا أنّه غير مستحسن ، نحو «كاتب الأب» ، وفيه خلاف ، ومذهب النّاظم جوازه (١).
وفهم منه أيضا : أنّ الجرّ بها غير لازم ، بل يجوز فيه الرّفع والنّصب على ما (سيأتي) (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وصوغها من لازم لحاضر |
|
كطاهر القلب جميل الظّاهر |
يعني : أنّ الصّفة المشبّهة باسم الفاعل ـ لا تصاغ (إلّا من) (٣) الفعل اللّازم ، ولا تكون إلّا للحال (٤) ، وبهذين الوصفين خالفت اسم الفاعل ، (فإنّ اسم الفاعل) (٥) يصاغ (٦) من اللّازم والمتعدّي ، ويكون للحال والاستقبال والمضيّ.
__________________
(١) إن كان اسم الفاعل لازما وقصد ثبوت معناه عوامل معاملة الصفة المشبهة ، وساغت إضافته إلى ما هو فاعل في المعنى ، فتقول : «زيد قائم الأب» بالرفع والنصب والجر ، على حد «الحسن الوجه».
ـ وإن كان من متعد بحرف جر فرأيان :
الأول : المنع عند الجمهور.
والثاني : الجواز عند الأخفش ، وصححه ابن عصفور بدليل قولهم : «هو حديث عهد بوجع».
ـ وإن كان من متعد إلى واحد ، فمذاهب :
١ ـ ذهب ابن مالك إلى جواز ذلك ، بشرط أمن لبسه بالمضاف إلى المفعول ، وفاقا للفارسي.
وفي الهمع : أن الفارسي أجاز ذلك مطلقا ، ولم يقيد بأمن اللبس.
٢ ـ وذهب كثير إلى منعه.
٣ ـ وفصل قوم فقالوا : إن حذف مفعوله اقتصارا جاز ، وإلا فلا ، وهو اختيار ابن عصفور وابن أبي الربيع ، والسماع يوافقه ، كقوله :
ما الرّاحم القلب ظلّاما وإن ظلما
ـ وإن كان متعديا إلى أكثر من واحد لم يجز جعله كالصفة ، قال بعضهم : بغير خلاف.
انظر شرح المرادي : ٣ / ٤١ ـ ٤٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٧٠ ـ ٧١ ، الصبان مع الأشموني : ٣ / ٢ ، ابن عقيل مع الخضري : ٢ / ٣٥ ، الهمع : ٥ / ١٠٤ ـ ١٠٦ ، شرح المكودي : ١ / ٢٢٥ ، شرح ابن الناظم : ٤٤٥ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٦٢٠ ، الدرر اللوامع : ٢ / ١٣٦.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٢٥.
(٤) في الأصل : الحال. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٢٥.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٢٥.
(٦) في الأصل : مصاغ. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٢٥ ، فإنه قال بعد : ويكون للحال.