وفهم من قوله : «إن» / كان كالعناق» الثّلاثة الشّروط الباقية :
الثاني : أن يكون مؤنّثا ، لأنّ العناق مؤنّث ، وهي أنثى الجدي (١) ، واحترز به من الذّكر ، نحو «الحمار».
ـ وأن يكون ثالثه مدّة (٢) ، واحترز به من نحو «خنصر».
ـ وأن يكون غير مختتم بتاء التّأنيث ، واحترز به من نحو «سحابة».
وفهم من تمثيله بـ «العناق والذّراع» أنّ حركة الأوّل لا يشترط كونها فتحة ، (بل تكون فتحة) (٣) وكسرة ـ كالمثالين ـ ، وضمّة ، نحو «عقاب» (٤) ، فتقول : «ذراع وأذرع ، وعناق وأعنق ، وعقاب وأعقب».
وفهم من إطلاقه في المدّ في قوله : «في مدّ» أنّه لا يشترط كونه ألفا ، بل يكون غير ألف ، نحو : «يمين وأيمن».
وفهم من قوله : «وعدّ الأحرف» الشّرط الرّابع.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وغير ما أفعل فيه مطّرد |
|
من الثّلاثي اسما بأفعال يرد |
يعني : أنّ «أفعالا» جمع لكلّ اسّم ثلاثيّ ، ليس على «فعل» ممّا هو صحيح العين ، وذلك ما يطّرد فيه «أفعل» ، فشمل غير «فعل» من الثّلاثيّ ، وذلك تسعة أوزان ، نحو : «جمل وأجمال ، وعنق وأعناق ، وضلع وأضلاع ، وكتف وأكتاف ، وإبل وآبال ، وعدل وأعدال ، وقفل وأقفال ، (وعضد وأعضاد ، ورطب وأرطاب»)» (٥).
وشمل أيضا ما كان على «فعل» معتلّ العين ، نحو «ثوب وأثواب».
واحترز بقوله : «اسما» من الصّفة ، نحو «حسن ، وبلز» (٦) ونحوهما ، فإنّها لا تجمع على «أفعال».
__________________
(١) والجمع أعنق وعنق وعنوق. انظر اللسان : ٤ / ٣١٣٥ (عنق) ، شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.
(٢) في الأصل : مد. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.
(٤) العقاب : طائر من الجوارح ، مؤنثه ، وقيل : العقاب يقع على الذكر والأنثى. إلا أن يقولوا هذا عقاب ذكر. انظر اللسان : ٤ / ٣٠٢٨ (عقب) المصباح المنير ٢ / ٤٢٠ (عقب).
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٠.
(٦) في الأصل : وبلد. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٠. يقال : امرأة بلز وبلز ـ بتشديد الزاي ـ : أي : ضخمة مكتنزة ، ويقال : امرأة بلز ، أى : ولود ، بمعنى : كثيرة الأولاد. انظر اللسان : ١ / ٣٤٣ (بلز) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٠.