ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والواحد اذكر ناسبا للجمع |
|
إن لم يشابه واحدا بالوضع |
يعني : إذا نسبت إلى جمع باق على جمعيّته (١) ولم يشابه في الوضع المفرد ـ جيء بواحده ونسب إليه ، كقولك في النّسب إلى («فرائض : فرضيّ».
وفهم من قوله :
إن لم يشابه واحدا بالوضع
أنّه إذا شابهه نسب إلى) (٢) لفظه.
وشمل نوعين :
أحدهما : ما أهمل واحده ، كـ «عباديد» (٣).
والآخر : ما يسمّى به ، كـ «أنصار» (٤).
فتقول فيهما : «عباديديّ ، وأنصاريّ».
ثمّ اعلم أنّ النسب يكون بالياء المشدّدة المذكورة ـ كما تقدّم ـ ويكون بأوزان نبّه عليها ، فقال رحمهالله تعالى :
ومع فاعل وفعّال فعل |
|
في نسب أغنى عن اليا فقبل / |
فذكر ثلاثة أوزان :
الأوّل : «فاعل» بمعنى : صاحب كذا ، نحو «تامر ، ولابن ، وكاس» أي : صاحب تمر ، وصاحب لبن ، وصاحب كسوة.
الثّاني : «فعّال» في الحرف غالبا ، نحو «حدّاد ، وقزّاز».
ـ و «فعل» بمعنى : صاحب كذا ، نحو «طعم ، ولبس» بمعنى : ذي طعام ، وذي لباس.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وغير ما أسلفته مقرّرا |
|
على الّذي ينقل منه اقتصرا |
__________________
(١) في الأصل : جمعية. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٥٥.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٥٥.
(٣) العباديد : الفرق ، فمن الناس والخيل الذاهبون في كل وجه وطريق ، وهو أيضا : الآكام والأطراف البعيدة. انظر اللسان : ٤ / ٢٧٨٠ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٥٥ ، حاشية الصبان : ٤ / ١٩٨.
(٤) أنصار : هو في الأصل جمع «ناصر» ، ثم صار علما على قبيلتي الأوس والخزرج. انظر اللسان : ٦ / ٤٤٣٩ ـ ٤٤٤٠ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٥٥.