وهو نوعان : معرفة حروف الزّيادة ، ومعرفة الإبدال ، وقد أشار إلى الأوّل ، فقال رحمهالله تعالى :
حرف وشبهه من الصّرف بري |
|
وما سواهما (١) بتصريف حري |
يعني : أنّ الحرف (٢) وما أشبهه من الأسماء (٣) في التّوغّل في البناء ـ لا يدخله (٤) التّصريف ، وما سوى هذين من الأسماء والأفعال حقيق بدخول التّصريف فيه. وتجوّز في قوله : «من الصّرف» فأطلق الصّرف على التّصريف ، لضرورة الوزن.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وليس أدنى من ثلاثيّ يرى |
|
قابل تصريف سوى (٥) ما غيّرا |
يعني : أنّ ما كان على حرف واحد أو حرفين ، لا يقبل التّصريف.
ففهم منه : أنّ أقلّ ما يوجد عليه الأسماء والأفعال بالوضع ـ ثلاثة أحرف ، لأنّ الأسماء والأفعال قابلة للتّصريف ـ كما ذكر في البيت الّذي قبله ـ /.
وفهم منه أيضا : أنّ الأسماء والأفعال قد تنقص عن الثّلاثة بحذف (٦) بعض حروفها.
أمّا الأسماء : فتوجد على حرفين ، نحو «يد ، وعدة» ، وعلى حرف واحد ، نحو «م الله» (٧) بالقسم على القول بأنّه اسم ، وهو الصّحيح (٨).
وأمّا (٩) الأفعال : فتوجد على حرفين ، نحو «خذ ، وبع» ، وعلى حرف واحد ، نحو «قه» فعل أمر من «وقى».
__________________
(١) في الأصل : سوهما. انظر الألفية : ١٩٦.
(٢) في الأصل : الحروف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦٩.
(٣) وكذلك الأفعال الجامدة كـ «نعم ، وبئس ، وليس ، وعسى» ، لأنه يمكن إدراجها في شبه الحرف ، فإن هذه الأفعال شابهت الحروف في الجمود.
انظر شرح المرادي : ٥ / ٢١٠ ، شرح الأشموني : ٤ / ٢٣٧ ، الهمع : ٦ / ٢٢٩ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٦٩ ، التسهيل : ٢٩٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٥٤.
(٤) في الأصل : لا يدخل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦٩.
(٥) في الأصل : إذا. انظر الألفية : ١٩٧.
(٦) في الأصل : يحذف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦٩.
(٧) م : بميم مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة : لغة في «ايمن» ، حكى الفتح الهروي ، والكسر والضم الكسائي والأخفش. انظر الهمع : ٤ / ٢٣٨ ، الجنى الداني : ٥٤١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٨٧٩ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٨١.
(٨) وذهب الزجاج والرماني إلى أنه حرف جر. انظر الهمع : ٤ / ٢٣٨ ، مغني اللبيب : ١٣٦ ، الجنى الداني : ٥٣٨ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٧٦.
(٩) في الأصل : فأما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٠.